فلسطينية من الصلب: قصة طبيبة تخسر تسعة أبناء في قصف الاحتلال

في ظل الواقع المأساوي الذي يعيشه أهالي قطاع غزة، يتردد سؤال “في حد عايش؟” كل لحظة، مع تشدد القصف الإسرائيلي الذي يطال الجميع دون تمييز، من مدنيين وأطباء إلى أطفال ونساء. يتزايد العدوان يومًا بعد يوم، حيث تشير الإحصائيات إلى أن غالبية الضحايا، بنسبة تزيد عن 70%، ينحصرون في فئات النساء والأطفال. هذه المشاهد اليومية من الدمار والفقدان تروي قصصًا مؤلمة، تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تهز المنطقة.

فلسطينية من فولاذ: قصة طبيبة تفقد تسعة أطفال بسبب قصف الاحتلال

من بين تلك القصص المأساوية، تبرز قصة الطبيبة آلاء النجار، التي تجسد الصمود الفلسطيني رغم الجروح العميقة. كانت آلاء منهمكة في أداء واجبها الإنساني داخل مجمع ناصر الطبي، حيث تسعى لإنقاذ جرحى القصف، عندما هاجم القصف الإسرائيلي منزل عائلتها. فقدت تسعة أطفال من أسرتها، بما في ذلك أبناء شقيقها، في هجوم مباشر أدى إلى اندلاع حريق هائل. لم تشعر آلاء بالأمان حتى في لحظات عملها، حيث كانت تظن أن الأطفال آمنون داخل المنزل، لكنها اكتشفت لاحقًا أنهم قضوا متفحمين داخل محل مجاور. هذه الحادثة لم تكن حدثًا عابرًا، بل جزءًا من سلسلة من الخسائر اليومية التي يعانيها الأهالي، حيث يواجهون الدمار المتكرر دون هوادة.

في تلك اللحظات الفاصلة، كان زوج آلاء، الطبيب حمدي النجار، مرقدًا في غرفة العناية المركزة، فاقدًا للوعي، ولم يدرك أن أحد أطفاله يرقد مصابًا في غرفة مجاورة، بينما فارق الباقون الحياة. سرعان ما تلقت آلاء الخبر أثناء عملها، فاندفعت نحو مكان الحادث رغم الخطر الداهم، فقط لتجد أبناءها قد تحولوا إلى رماد متناثر. أبرز تفاصيل هذه المأساة يكمن في طفل رضيع، لم يتجاوز عمرة الأربعة أشهر، الذي ما زال مفقودًا حتى الآن، حيث ذابت جثته بفعل اللهب، دون أن يعثر عليها. هذا الواقع يعكس حجم التراجيديا في غزة، حيث أصبح الموت جزءًا من الحياة اليومية، ويستمر الأطباء في أداء رسالتهم الإنسانية بتفانٍ، على الرغم من أنهم يفقدون أحباءهم تحت القصف المتواصل.

امرأة قوية أمام الظلم: مأساة الطبيبة في غزة

رغم الفقدان الذي يبدو لا ينتهي، تظل الطبيبة آلاء النجار رمزًا للقوة والإصرار. في غزة، لم تعد المأساة فردية، بل تشكل جزءًا من واقع أوسع، حيث تشير البيانات إلى وقوع أكثر من 12 ألف عملية قصف، أدت إلى إبادة نحو 2200 عائلة فلسطينية بأكملها. الأطباء هنا، مثل آلاء، يواجهون تحديات مضاعفة، فهم ليسوا فقط منقذين، بل ضحايا أيضًا، يفقدون عائلاتهم وسط هذا الهجوم الشرس. هذه القصة تكشف عن الجوانب الإنسانية للصراع، حيث يستمر الناس في البحث عن أمل وسط الركام، متحدين القمع بإرادة فولاذية. في كل يوم، يتجدد السؤال عن البقاء، لكن قصص مثل قصة آلاء تذكرنا بأن الروح الفلسطينية لا تكسر، بل تتعزز أمام التحديات. هذا الواقع يبرز كيف أن الاحتلال لم يقتصر على الدمار الجسدي، بل امتد إلى تفاصيل الحياة اليومية، مما يدفع الأفراد إلى مواجهة الظلم بكل ما لديهم من قوة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *