السيد الحكيم: قمة بغداد تبرز دوراً محورياً للعراق في توحيد الآراء

أعرب رئيس تيار الحكمة الوطني، السيد عمار الحكيم، عن أهمية قمة بغداد الأخيرة، مؤكداً أنها تُعد خطوة بارزة في تعزيز مكانة العراق كوسيط إقليمي فعال. خلال خطبة عيد الأضحى، شدد السيد الحكيم على أن هذه القمة، التي جمعت بين الأشقاء العرب والأصدقاء في قلب العاصمة العربية والإسلامية، رسمت صورة جديدة للنهوض والانفتاح، مما يعكس قدرة العراق على دمج وجهات النظر المختلفة وترسيخ ثقافة الحوار بدلاً من الصراعات المسلحة.

قمة بغداد ودور العراق ال محوري

في هذا السياق، أكد السيد الحكيم أن دور العراق المحوري يبرز كعنصر أساسي لتعزيز الاستقرار المشترك في المنطقة. قال إن هذه القمة تشكل رسالة وئام وسلام في زمن يعاني فيه العالم العربي والإسلامي من تحديات شديدة، مثل انتشار لغة السلاح والحروب. وأضاف أن الوقت حان لتطوير شراكات استراتيجية طويلة الأمد بين الدول والشعوب، لتعزيز السلام ومنع أي محاولات تهدف إلى تعميق الخلافات أو إعادة إحياء شبح الحرب. هذا النهج، وفق رأيه، يمكن أن يساهم في استغلال الفرص المتاحة، مثل الائتلافات الاقتصادية والتنمية المستدامة، ليضع العراق في مصاف الدول المتقدمة. وشدد على أن التركيز المشترك في استثمار هذه المشتركات هو السبيل الوحيد لتطوير المجتمعات وتشييد البنى التحتية.

الانفتاح الإقليمي والتحديات الداخلية

بالإضافة إلى ذلك، أشار السيد الحكيم إلى التحضيرات للانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق، والتي ستختتم الدورة الحالية نهاية العام، معتبراً هذا دليلاً على تعافي النظام السياسي الديمقراطي الذي يمتد لأكثر من 22 عاماً. وأكد أن تشكيل الحكومات في العراق أصبح يعتمد بشكل أساسي على صناديق الاقتراع، مع مشاركة واسعة من الأحزاب والكيانات السياسية التي تمثل كل فئات الشعب، عبر نظام انتخابي مستمر يتطور وفق الضرورات لضمان العدالة. وتابع: “العراق اليوم بحاجة ماسة إلى مؤسسات حكومية تركز على الخدمات والتنمية الاستراتيجية، بعيداً عن صراعات الانتخابات. يجب أن يكون التنافس الانتخابي مبنياً على برامج تنموية شاملة تؤدي إلى حكومة عصرية وعادلة، مع نظام صارم يحافظ على ثقة الناخبين في عملية الاقتراع”.

في السياق نفسه، لم يغفل السيد الحكيم التحديات الداخلية، مثل أزمة الكهرباء، حيث دعا إلى دعم الحكومة في إعلان حالة استنفار استراتيجي لمعالجتها بشكل جذري ونهائي. قال إن هذه المشكلة معقدة وتتجاوز الجهات المعنية، ويجب أن تشمل جميع القطاعات، بالإضافة إلى ملفات أخرى مثل الزراعة والموارد المائية والطاقة النظيفة. وأكد أن الحكومة القادمة يجب أن تكون مبنية على أولويات تساهم في بناء البلد من خلال المتابعة المستمرة والتراكم التدريجي. هذه النهج الشامل يعكس رؤية شاملة لتحويل التحديات إلى فرص، مما يدعم مسيرة العراق نحو الاستقرار والازدهار.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *