أطلقت أمانة محافظة جدة حملة ميدانية واسعة النطاق لإزالة التعديات والمباني غير الشرعية في حي الخمرة، وهو أحد الأحياء الرئيسية في الجزء الجنوبي من المدينة. تهدف هذه الجهود إلى استعادة النظام العمراني وتحسين البيئة المحلية، وفقًا لخطة شاملة تتوافق مع رؤية المملكة لتعزيز جودة الحياة والمرافق الحضرية.
حملة إزالة التعديات في جدة
تتركز الحملة على إزالة جميع المباني والأسوار غير المرخصة التي تشكل تعديًا على الأراضي الحكومية، مع الالتزام بالأنظمة البلدية للحفاظ على السلامة العامة. بدأت الفرق الميدانية المتخصصة بتنفيذ الإجراءات مباشرة، حيث رصدت المخالفات ومعالجتها في أولى مراحلها شرق حي الخمرة. هذا التنفيذ يساهم في استعادة مساحات واسعة تعرضت للتشوه البصري والتعدي، كجزء من سلسلة خطط تطويرية تغطي عدة أحياء في جدة تعاني من مشكلات مشابهة مثل الإهمال البيئي وسوء التخطيط. وفقًا للجهات المعنية، تمكنت الحملة من استرجاع أكثر من 3.5 مليون متر مربع من الأراضي، مما يعكس التزام السلطات بتعزيز الكفاءة الحضرية ومنع انتشار الممارسات غير القانونية.
تنفيذ الحملات البيئية
في تفاصيل الحملة، أكد المتحدث الرسمي لأمانة جدة أن الدوافع الرئيسية ترتبط بالتحديات البيئية والتنظيمية في حي الخمرة، الذي يعاني من انتشار مواقع السكراب، مخلفات الورش، والحرائق المتكررة الناتجة عن البناء غير المنظم. من بين التحديات الرئيسية: عدم وجود رخص بناء رسمية، نقص البنية التحتية، ونشاطات غير مرخصة مثل تجارة الخردة، التي تهدد السلامة وتزيد من التلوث. على الرغم من أن الحملة تركز حاليًا على حي الخمرة، إلا أنها لا تشمل جميع المناطق شرق جدة، حيث تطبق مراقبة دورية للكشف عن أي مخالفات واتخاذ إجراءات فورية. يأتي هذا النهج ضمن سياسة استباقية تهدف إلى مكافحة الظواهر الضارة مثل التلوث البصري، منع الأنشطة العشوائية، وتقليل خطر الحرائق، بالإضافة إلى إعادة تنظيم الخدمات البلدية وفق معايير حديثة.
يعرف حي الخمرة بكونه من المناطق الحيوية في جنوب جدة، حيث يمتد على مساحة تزيد عن 2 مليون متر مربع ويحظى بموقع استراتيجي قرب طريق الليث السريع ومراكز تجارية رئيسية. هذا الموقع يجعله محوريًا في خطط التطوير المستقبلية، خاصة أنه يبعد نحو 28.7 كيلومتر عن مركز المدينة، مما يدعو إلى تأهيله لمواكبة النمو السكاني والاقتصادي. في النظرة المستقبلية، تشكل هذه الحملة جزءًا من خطة أوسع لتحقيق بيئة حضرية مستدامة، دعم الاستثمار في الأراضي المستعادة، وتوفير مناخ آمن وصحي للسكان، مع الالتزام بأهداف رؤية 2030 في التنمية الحضرية والبيئة. ستستمر جهود أمانة جدة في توسيع النطاق تدريجيًا لتشمل مناطق أخرى، بهدف تحويل جدة إلى نموذج للتنظيم والتطوير البنيوي.