أكمل الحجاج مناسكهم في المشاعر المقدسة بأمان تام، حيث أعلن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية إتمام عملية نقل الحجاج إلى مشعر منى بعد أداء طواف الإفاضة ورمي جمرة العقبة، وسط أجواء تعزز الطمأنينة والأمان. دعا العقيد طلال الشلهوب، خلال مؤتمر صحفي، جميع الحجاج إلى الاستمرار في الالتزام بالتعليمات الأمنية خلال أيام التشريق، لضمان سير المناسك بسلاسة. كما ساهمت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في تعزيز الوعي الديني من خلال تنفيذ أكثر من 10 آلاف نشاط توعوي، شملت كلمات توجيهية ومحاضرات وندوات في المساجد ومواقع الحملات بمنى وعرفات، مما رفع مستوى الفهم الشرعي لدى الملايين من الزوار.
نجاح إجراءات الحج في السعودية
في ظل الخطط الدقيقة التي وضعتها السلطات، شهد موسم الحج هذا العام تحسينات كبيرة في جوانب الصحة والأمان. أكد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، خالد آل طالع، أن حالات الإجهاد الحراري انخفضت بنسبة 90% مقارنة بالعام الماضي، نتيجة تطبيق الإرشادات الصحية بفعالية. قدمت الوزارة أكثر من 125 ألف خدمة طبية، بما في ذلك إجراء أكثر من 18 عملية قلب مفتوح ناجحة، لضمان راحة الحجاج وسلامتهم. وفي هذا السياق، حث الحجاج على مواصلة الالتزام بالتعليمات الصحية لاستكمال المناسك دون مخاطر، مع التركيز على تفادي التعرض المفرط للحرارة والحفاظ على الترطيب.
تنظيم زيارة المشاعر المقدسة
شهدت أمانة العاصمة المقدسة جهودًا ميدانية مكثفة لدعم الحجاج، حيث تم تعزيز فرق العمل في 22 مركزًا خدامًا في مشعر منى، مع الاستعانة بأكثر من 2000 مراقب صحي و2500 منسوب آخرين لتغطية المناطق الحرجة مثل المسالخ. وفي الوقت نفسه، أدى أكثر من 1.6 مليون حاج شعيرة رمي الجمرات في وادي منى، مع بداية أيام عيد الأضحى، وسط تدفق منظم للزوار منذ الفجر. أشار المتحدث الرسمي لوزارة الحج والعمرة، غسان النويمي، إلى أن أكثر من 436 ألف حاج أدوا طواف الإفاضة والسعي حتى مساء ذلك اليوم، مع توفير خطط تفويج دقيقة تضمنت عمليات تصعيد آمنة إلى المشاعر. كما ركزت السلطات على استخدام تقنيات متقدمة، مثل الطائرات المسيرة، لمراقبة الحركة وتجنب أي طوارئ محتملة، مما يعكس التزام السعودية بتقديم تجربة حج مريحة وآمنة لجميع الزوار.
في ختام هذه الجهود، يبرز كيف أن التنسيق بين الجهات المعنية يضمن سير موسم الحج بكفاءة عالية، مما يعزز من سمعة السعودية كحاضنة للطقوس الدينية. هذه الإجراءات ليس فقط تعزز السلامة، بل تثري التجربة الروحية للحجاج، مما يجعل من هذا الموسم نموذجًا للتنظيم الفعال في الأحداث الكبرى. ومع الاستمرار في هذه الخطط الشاملة، يبقى التركيز على تعزيز الوعي والصحة لضمان أن يعود كل حاج بذكريات إيجابية وصحة متينة.