بين الصفا والمروة، تتدفق خطوات الحجاج في رحلة إيمانية تعبر عن الروحانية العميقة، حيث يمتزج الذكر الدائم لله تعالى مع كل خطوة، تحولاً للمسافة القصيرة إلى تجربة حية تنبض بالطمأنينة والفرح. في هذا الجو، يعكس الحجاج المصريون إصرارهم وأحلامهم في سبيل الطاعة، كما رصدها عدسة تليفزيون اليوم السابع في جولة خاصة داخل المسعى.
سعي الحجاج بين الصفا والمروة
في قلب المسعى، كانت مشاهد سعي الحجاج المصريين تجسد الإيقاع الروحاني الذي يفيض بالسكينة، حيث امتزجت الخطوات المنتظمة بذكر الله تعالى، محولاً المكان إلى لوحة حية من الإيمان. الوجوه المضيئة بالفرح والنفوس المعلقة بالسماء تسرع بخفة رغم وطأة الحرارة وحمل المشاعر، كأن اليقين قد خفف من أثقال الأرض تحت أقدامهم. كانت حركة الحجاج منظمة وسلسة، تعكس الجهود اللوجستية الدقيقة لبعثة الحج المصرية، التي بدأت مهامها منذ اللحظة الأولى لوصول الحجاج إلى مطار المدينة المنورة. هذه الترتيبات المحكمة تضمنت استقبالاً دافئاً من أعضاء البعثة الرسمية، مع تنظيم فعاليات ترحيب وتوزيع هدايا رمزية، ثم نقل الحجاج في حافلات مكيفة إلى مقار إقامتهم، متبوعاً بإجراءات تسكين إلكتروني سريع تجنباً لأي تأخير أو تعقيد.
تعكس البعثة اهتمامها بالجانب الإنساني من خلال تخصيص فرق خاصة لمرافقة كبار السن وأصحاب الحالات الخاصة، بالإضافة إلى توفير الشرطة النسائية لتيسير الأمور على السيدات خلال زيارات الروضة الشريفة والمزارات الإسلامية. هناك، يقف الحجاج بقلوب واجفة وأرواح متطلعة نحو السكينة، مما يعزز الجو الروحي للرحلة. كما ضمنت البعثة تواجد علماء دين من الأزهر والأوقاف لشرح مناسك الحج والإجابة عن الأسئلة الفقهية، إلى جانب عيادات طبية متاحة للكشف والصرف السريع للأدوية، وغرفة عمليات مستمرة لمتابعة أوضاع الحجاج في المدينة المنورة وتقديم الدعم الفوري. هذه الخدمات تأتي في ظل الظروف المناخية الصعبة، حيث تحرص البعثة على توزيع وجبات جافة وتوجيه الحجاج للإكثار من شرب المياه والسوائل، مع تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس لضمان سلامتهم طوال فترة إقامتهم في الأراضي المقدسة.
المشوار الروحاني للحجاج
يعزز هذا المشوار الروحاني، الذي يجمع بين الصفا والمروة، من جوهر تجربة الحج، حيث يصبح كل خطوة فيه تعبيراً عن الارتباط الدائم بالإيمان. في هذا السياق، تبرز دور بعثة الحج المصرية في تحويل الرحلة إلى تجربة مريحة وآمنة، مع التركيز على الجوانب اللوجستية والصحية. يتسم الحجاج بمظهر من الطمأنينة والفرح، رغم التحديات، مما يعكس كيف أن الإعداد الدقيق يدعم الجانب الروحي. على سبيل المثال، خلال الزيارات المنظمة، يجد الحجاج دعماً كاملاً، سواء من خلال الشرح الفقهي أو الرعاية الصحية، مما يسمح لهم بالتركيز على العبادة دون قلق. هذا التنسيق السلس يعكس التزام البعثة بضمان أن تكون الرحلة تجربة شاملة، تجمع بين الراحة والتقوى، ويزيد من شعور الحجاج بالامتنان والرضا. في نهاية المطاف، يظل هذا المشوار رمزاً للصبر والإيمان، حيث تتجدد الطاقة الروحية مع كل خطوة نحو المعاني العميقة للحج. بالنظر إلى هذه التفاصيل، يتبين أن سعي الحجاج ليس مجرد طقس، بل هو تجسيد حقيقي للإرتباط بين الإنسان والخالق في أكثر الأماكن قدسية.