شارك الآلاف من المواطنين في محافظة الدقهلية في تشييع جثمان الشيخ السيد سعيد، المعروف بـ”سلطان القراء”، إلى مثواه الأخير في مقابر قرية ميت مرجا سلسيل بمدينة الجمالية. كان الحدث يعكس التقدير العميق لدوره في تلاوة القرآن الكريم، حيث أغلقت الشوارع أمام الحشود الضخمة التي تجمعت من مختلف المحافظات لوداعه. شهدت القرية إجراءات أمنية وتنظيمية شاملة، مع إغلاق الطريق الرئيسي وتنظيم حركة المرور لضمان سلامة الجميع، خاصة أثناء خروج الجثمان من المسجد الكبير بعد صلاة الظهر.
وداع سلطان القراء: جنازة مهيبة للشيخ السيد سعيد بالدقهلية
انطلق جثمان الشيخ السيد سعيد من منزله في قرية ميت مرجا سلسيل باتجاه المسجد الكبير، حيث تجمع الأهالي مسبقًا لمرافقته في لحظات الحزن الشديد. كانت المناظر مليئة بالعواطف، إذ ردد الحاضرون من الرجال والنساء والأطفال عبارات مثل “لا إله إلا الله”، مع بث آيات قرآنية بصوته الشخصي عبر مكبرات الصوت، مما زاد من تدفق الدموع والحزن. أشاد المسؤولون في المحافظة بتراثه الكبير في القراءة القرآنية، حيث ساهمت جلساته وتسجيلاته في نشر الإرث الإسلامي محليًا وعالميًا. كما أعلن وزير الأوقاف ومحافظ الدقهلية في بيانات رسمية عن خسارة كبيرة للأمة الإسلامية، مع تأكيد دعم الدولة لأسرته خلال هذه الفترة.
احتفاء بقارئ القرآن الراحل: تفاصيل تشييع الشيخ السيد سعيد
شهدت محافظة الدقهلية استعدادات مكثفة للجنازة، التي أقيمت يوم الأحد 25 يونيو 2025، مع جمع أبناء القرية والمناطق المجاورة أمام منزل الشيخ لتقديم العزاء ومساندة أسرته. كان الشيخ قد عانى من مرض الفشل الكلوي لسنوات، مما أجبره على وقف القراءة، لكنه استمر في تلقي الرعاية الصحية الدائمة من الدولة، بتعليمات مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي. في حوار سابق، كشف الشيخ عن سر شهرته، موضحًا كيف ساهمت تسجيلاته، مثل سورة يوسف بطريقته الخاصة، في تحقيق نجاح عالمي واسع. لم يقتصر الأمر على القرية، بل تجاوزت الوفود الرسمية والشعبية حدود الدقهلية، مما يعكس التقدير الواسع لموهبته.
في السياق نفسه، أكدت أسرة الشيخ التزامها بإقامة صلاة الجنازة بعد الظهر مباشرة، مع إعداد سرادق عزاء في اليوم التالي. كانت الدولة قد قدمت دعمًا مستمرًا له، من خلال نقل آمن إلى مستشفى ناصر العسكري للعلاج المنتظم، بما في ذلك جلسات الغسيل الكلوي ثلاث مرات أسبوعيًا. هذه الرعاية لم تكن مجرد إجراءات طبية، بل تعبيرًا عن الامتنان لمساهماته في تعليم القرآن ونشر الرسالة الإسلامية. الآن، بوفاته، يبقى تراثه حيًا في قلوب الملايين، كما تجلى في الحشود الهائلة التي رافقت جثمانه حتى الوصول إلى المقابر، حيث ودعوه بكلمات الشكر والدعاء. يعد هذا الحدث تذكيرًا بأهمية المحافظة على التراث الديني ودعم رموزه، ليستمر تأثيره في الأجيال القادمة.