في زيارة تؤكد على عمق العلاقات بين البلدين، أجرى رئيس الجمهورية العراقية، عبد اللطيف جمال رشيد، لقاءً ثنائيًا مع نظيره اللبناني، جوزيف عون، في قصر بغداد. خلال هذا اللقاء، تم التأكيد على التزام العراق بدعم الشعب اللبناني من خلال جهود مستمرة تهدف إلى تعزيز الاستقرار والتنمية في لبنان. هذا اللقاء يعكس الروابط التاريخية والثقافية بين العراق ولبنان، حيث ركز الجانبان على أهمية دعم التطلعات الاجتماعية والاقتصادية لجميع مكونات الشعب اللبناني، مع التركيز على تحقيق السلام الإقليمي.
جهود العراق في دعم الشعب اللبناني
يشكل هذا اللقاء خطوة مهمة في تعزيز التعاون الثنائي بين العراق ولبنان، حيث أكد رئيس الجمهورية العراقية على حرص بلاده على تقديم الدعم الشامل للشعب اللبناني. في سياق هذا اللقاء، أبرز الرئيس عبد اللطيف جمال رشيد أن العراق يعمل بناءً على قرارات قمة بغداد السابقة، بالتنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة، لتقديم الدعم الذي يساهم في تحقيق أهداف اللبنانيين في مختلف المجالات. تمت مناقشة عدة قضايا رئيسية، بما في ذلك الأوضاع السياسية والأمنية في لبنان والمنطقة، مع الإصرار على ضرورة بذل جهود دولية أكبر لتخفيف التوترات وتشجيع الحوار البناء للوصول إلى السلام والاستقرار. كما أكد الرئيس على أهمية الحفاظ على وحدة لبنان وسيادته، موضحًا أن موقف العراق ثابت تجاه كل ما يعزز أمنه واستقراره.
في الجزء الآخر من اللقاء، ناقش الرئيسان الأوضاع في فلسطين وغزة، حيث شددا على أهمية مواصلة الدعم للشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه المشروعة، بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية مستقلة. كذلك، جددا التأكيد على دعمهما لوحدة سوريا والحفاظ على سيادتها وأمنها، كجزء من جهود شاملة لتعزيز السلام في المنطقة. بعده، تحول اللقاء إلى اجتماع موسع جمع مسؤولين عراقيين ولبنانيين، مما سمح بمناقشة تفاصيل أكثر حول سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين في مجالات متنوعة، بما في ذلك الطاقة، التجارة، والاستثمارات.
التعاون الثنائي بين العراق ولبنان
يبرز التعاون بين العراق ولبنان كعنصر أساسي في تعزيز السلام الإقليمي، حيث أعرب الرئيس اللبناني جوزيف عون عن شكره الشديد للمواقف الداعمة التي يتخذها العراق تجاه لبنان في مختلف القضايا. أكد عون على أهمية دور العراق في بناء جسور التعاون بين دول المنطقة، مشددًا على حرص لبنانه على تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع نطاق التعاون لخدمة المصالح المشتركة. من جانبه، شرح الرئيس عون السياسات اللبنانية الحالية، التي تركز على الإصلاح في مختلف المجالات مع الالتزام باحترام السيادة والاستقرار. هذا التعاون يمتد إلى مجالات اقتصادية وثقافية، حيث يمكن للعراق مشاركة خبراته في إدارة التحديات الاقتصادية، بينما يقدم لبنان دعمًا في مجالات الثقافة والتعليم.
بالإضافة إلى ذلك، يعكس هذا اللقاء التزام الجانبين بتعزيز الروابط الاجتماعية والاقتصادية، حيث تم البحث في طرق تعزيز التبادل التجاري لتعزيز الاقتصادين المحليين. على سبيل المثال، يمكن للعراق، بما يملكه من موارد طبيعية وخبرات في إعادة الإعمار، أن يساهم في دعم مشاريع تنموية في لبنان، مما يعزز من فرص العمل والاستدامة. في المقابل، يقدم لبنان خبراته في قطاعي السياحة والخدمات، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون المشترك. هذه الجهود تتوافق مع الرؤية العامة للمنطقة نحو تحقيق التنمية الشاملة، حيث يؤمن الجانبان بأن الاستقرار في لبنان يعزز من استقرار العراق وبالعكس.
في الختام، يؤكد هذا اللقاء أن التعاون بين العراق ولبنان ليس مجرد تبادل سياسي، بل هو خطوة نحو بناء مستقبل أفضل للشعوب في المنطقة. من خلال دعم الشعب اللبناني، يسعى العراق إلى تعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق الطموحات الاقتصادية والاجتماعية، مع الاستمرار في دعم القضايا الإقليمية مثل فلسطين وسوريا. هذا النهج يعكس التزامًا مشتركًا بالسلام والتفاهم، مما يمهد الطريق لشراكات أكثر استدامة في المستقبل.