السعودية تكشف تفاصيل مشروعها الكبير لإنقاذ حياة ملايين اليمنيين

في صورة متكاملة من صور العمل الإنساني، تضرب المملكة العربية السعودية أروع الأمثلة في العطاء الأخوي والدعم الميداني الصادق. يواصل مشروع “مسام” السعودي لنزع الألغام في اليمن تحقيق إنجازات استثنائية على الأرض، حيث أسهم في إنقاذ أرواح آلاف المدنيين وإعادة الحياة إلى أراضٍ كانت محكومة بالخطر لسنوات طويلة. من خلال جهود مكثفة، تمكنت فرق المشروع من التغلب على التحديات وإزالة آلاف الألغام والذخائر غير المنفجرة، مما يعكس التزام المملكة بتعزيز السلام والأمان في المناطق المتضررة.

مشروع مسام ينقذ حياة ملايين اليمنيين

كشف مسؤولو المشروع عن إحصائيات مذهلة تشمل نزع 497,544 من الألغام والذخائر غير المنفجرة والعبوات الناسفة منذ انطلاق العمليات في يونيو 2018. وتشمل هذه الجهود إزالة 335,947 ذخيرة غير منفجرة، و8,235 عبوة ناسفة، و146,567 لغم مضاد للدبابات، بالإضافة إلى 6,801 لغم مضاد للأفراد. يمتد نشاط المشروع إلى القرى والطرقات والمزارع والمناطق الحيوية، مما يضمن الوصول إلى كل منطقة تهدد حياة الأبرياء، ويؤكد على الحرص الدائم لحماية المدنيين، خاصة الأطفال والنساء والشيوخ.

جهود إنسانية متجددة لتطهير الأراضي

لم يقتصر مشروع “مسام” على كونه مبادرة مؤقتة، بل هو عمل تنموي مستدام ساهم في تطهير أكثر من 67 مليون متر مربع من الأراضي اليمنية، التي كانت مزروعة بالألغام وتشكل عقبة أمام الزراعة والرعي والحركة اليومية. في شهر مايو وحده، تم نزع 7,400 لغم وقذيفة، رغم صعوبة التضاريس، مما يبرز الإصرار على مواصلة العمل بوتيرة سريعة. هذه الجهود لاقت ترحيباً واسعاً من المجتمع اليمني، حيث عبرت القبائل والمزارعون ورعاة الأغنام عن امتنانهم للمملكة، التي أعادت الأمل بعد سنوات من التهجير والإغلاق الزراعي والخسائر الاقتصادية.

في السياق نفسه، يبرز الدعم السعودي كخطوة أخلاقية، حيث أعلن المسؤولون عن تمديد المشروع لمواجهة حملة الألغام العشوائية في اليمن، التي طالبت آلاف الأبرياء. يقود المملكة هذا الدور الريادي بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، من خلال جهود متكاملة تشمل مركز الملك سلمان للإغاثة والبرنامج السعودي للتنمية والإعمار. هذه المبادرات لم تكن مجرد إعلانات، بل تنفيذ عملي يصل مباشرة إلى المتضررين، محققاً نقلة نوعية في حياة السكان.

شهادات الشكر تخرج من عمق الريف اليمني، حيث أعادت الفرق الميدانية الثقة للأهالي بإحياء القرى والحقول والممرات التي كانت مهددة بالموت. بفضل السرعة في الاستجابة والدقة في العمل، تمكن المشروع من تحويل مناطق كانت ميتة ببطء إلى مساحات آمنة، مما يعيد الابتسامة إلى وجوه الأطفال والنساء. بهذه الجهود النبيلة، تثبت المملكة التزامها بتقديم دعم حقيقي، يعزز الحياة والأمان ويفتح آفاقاً للتنمية المستدامة في اليمن.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *