في ظل التحديات التي يواجهها لبنان، أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون على أهمية دعم العراق الدائم للبنان في مختلف المجالات، معتبرًا أن هذا الدعم يشكل دعامة حيوية للاستقرار والتقدم. خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ركز عون على دور المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني في رسم رؤية واضحة للتعامل مع التحديات الداخلية. إذ يرى الرئيس أن السيستاني قد قدم تصورًا شاملاً يساعد في بناء مستقبل أفضل، مستلهمًا من تجارب الماضي لتجنب الأخطاء وتعزيز الوحدة الوطنية. هذا النهج يدعو إلى تعزيز سيادة الدولة دون الإساءة إلى أي جهة، مع الحرص على الحفاظ على السلم الأهلي وعدم التفريط في السيادة.
خارطة طريق لتحقيق مستقبل أفضل
يُعد موقف السيد السيستاني في تشرين الثاني الماضي نقطة تحول أساسية، حيث وضع خارطة طريق عملية لمواجهة الإشكاليات الوطنية في لبنان. هذا التصور يركز على استلهام الدروس من التجارب السابقة، مع دعوة النخب الواعية إلى العمل الجاد لضمان مستقبل يتمتع فيه الجميع بالأمن والاستقرار والرقي والازدهار. يؤكد الرئيس عون أن الحلول المقترحة تشمل إعداد خطط علمية وعملية لإدارة البلد، بناءً على مبادئ الكفاءة والنزاهة في شغل المناصب الرسمية. كما ينصح بمكافحة التدخلات الخارجية بجميع أشكالها، وتحكيم سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، إلى جانب محاربة الفساد على جميع المستويات. هذه الخارطة ليست مجرد اقتراحات نظرية، بل تمثل خطوات عملية لإصلاح الهيكل الوطني وتعزيز الهوية اللبنانية داخل الدولة الموحدة. من خلال هذا النهج، يسعى لبنان إلى بناء نظام حكم قوي يعتمد على التعاون الداخلي والخارجي، مع الاستفادة من التجارب الناجحة في المنطقة.
النهج نحو الاستقرار والوحدة
في سياق الحاجة إلى تعزيز الانسجام الإقليمي، يؤكد الرئيس عون أن لبنان بحاجة ماسة إلى نظام يقوم على المصلحة العربية المشتركة، مما يساهم في تنمية العلاقات بين الدول العربية لخدمة شعوبها وتعزيز الاستقرار العام. هذا النهج، الذي يمكن اعتباره مرادفًا للخارطة المرسومة من قبل السيستاني، يركز على بناء جسور الثقة والتعاون بدلاً من الصراعات. إذ يشمل تعزيز الروابط الاقتصادية والسياسية مع الدول المجاورة، مثل العراق، لمواجهة التحديات المشتركة مثل التهديدات الأمنية والتغيرات الاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، يرى عون أن طموح لبنان للغد الأفضل لا يمكن تحقيقه دون الاعتراف بجهود العراق الداعمة، سواء من خلال الهبات والمساعدات في المجالات الاقتصادية والإنسانية. هذا الدعم يمتد إلى مختلف الظروف، مما يعكس التضامن العربي الحقيقي. في هذا الإطار، يدعو الرئيس إلى تعزيز الشراكات الإقليمية لتحقيق الرقي المستدام، مع الحرص على أن تكون السياسات مبنية على مبادئ النزاهة والكفاءة.
علاوة على ذلك، يمكن للدول العربية، بما في ذلك لبنان والعراق، أن تعمل معًا لمواجهة التحديات العابرة للحدود، مثل مكافحة الإرهاب والفساد والتغيرات المناخية، من خلال خطط مشتركة تعتمد على الخبرات المتبادلة. هذا النهج يعزز فكرة أن الاستقرار الداخلي مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتعاون الإقليمي، حيث يساهم في خلق بيئة أفضل للنمو الاقتصادي والاجتماعي. في الختام، يؤكد الرئيس عون أن الالتزام بهذه الرؤية سيؤدي إلى تحقيق تقدم حقيقي، مما يجعل مستقبل المنطقة أكثر أمانًا وازدهارًا، مع الاستمرار في بناء جسور الثقة بين الشعوب العربية.