رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أكد خلال لقاء مع السفير البريطاني في العراق، عرفان صديق، التزام الحكومة العراقية بتعزيز الانفتاح في مجالات التنمية الشاملة وإعادة إعمار البنى التحتية. هذا اللقاء، الذي أجري في سياق جهود بناء شراكات دولية، يعكس رغبة العراق في دفع عجلة التعاون الاقتصادي والتنموي مع الدول الصديقة، بما في ذلك المملكة المتحدة. من خلال هذا الحوار، تم التأكيد على أهمية استثمار الفرص المتاحة لتحقيق التقدم في قطاعات حيوية مثل الطاقة، الري، والنقل، مع التركيز على بناء قدرات الدولة في تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.
انفتاح العراق في المجالات التنموية وإعمار البنى التحتية
في هذا السياق، أبرز رئيس الوزراء العراقي خلال اللقاء استراتيجية حكومته لفتح آفاق جديدة أمام الاستثمارات الدولية، حيث أكد على أن العراق يسعى جاهداً لتعزيز البنية التحتية التي تعرضت للضرر بسبب السنوات الماضية من الصراعات. فقد تم التركيز على مشاريع الإعمار في مجالات مثل الطرق، المطارات، والمشاريع الزراعية، مع دعوة الشركات البريطانية للمشاركة الفعالة من خلال شراكات بين القطاعين الخاص والعام. هذا الانفتاح ليس مجرد خطوة اقتصادية، بل يمثل جزءاً أساسياً من رؤية العراق للنهوض الشامل، حيث يهدف إلى زيادة القدرات الإنتاجية وتحسين جودة الحياة للسكان. على سبيل المثال، تم مناقشة فرص تعاون في تطوير الشبكات الرقمية والبنى التحتية للطاقة المتجددة، مما يعزز من الاستدامة البيئية وضمان الاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل. كما أن هذا اللقاء يأتي في ظل اتفاقيات ثنائية سابقة بين العراق وبريطانيا، التي تشمل دعماً فنياً وتدريباً في مجالات الإدارة العامة والتعليم، مما يعزز من الروابط الثقافية والتجارية بين البلدين.
التوسع في الشراكات الاقتصادية مع بريطانيا
بالإضافة إلى ذلك، أكد السفير البريطاني عرفان صديق من جانبه التزام حكومة بلاده بتعزيز العلاقات مع العراق، مع التركيز على دعم الجهود المشتركة لتعزيز الاستقرار في المنطقة. هذا التوسع في الشراكات يشمل مجالات متنوعة مثل الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، وتعزيز القدرات الأمنية، بالإضافة إلى مشاريع التنمية المستدامة التي تساهم في تقليل البطالة وتحفيز النمو الاقتصادي. على سبيل المثال، يمكن للخبراء البريطانيين المساهمة في تطوير برامج تدريبية للشباب العراقي في مجالات الهندسة والإدارة، مما يعزز من الكفاءات المحلية ويفتح أبواب الفرص الوظيفية. كما أن هذا التعاون يمتد إلى مجال البحوث العلمية والابتكار، حيث يمكن أن يؤدي إلى مشاريع مشتركة في الطاقة النظيفة وتحسين الخدمات الصحية. في الختام، يُعد هذا اللقاء خطوة حاسمة نحو بناء علاقات أقوى، حيث يعكس رؤية مشتركة لمستقبل أفضل يعتمد على التعاون الدولي لتحقيق التنمية المستدامة. إن الجهود المبذولة من قبل كلا الطرفين تشكل نموذجاً للتعاون الدبلوماسي، الذي يمكن أن يلهم دولاً أخرى في المنطقة لاتباع نهج مشابه، مما يساهم في تعزيز السلام والازدهار على المستوى الإقليمي.