رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق، القاضي فائق زيدان، قام بزيارة رسمية إلى سلطنة عمان، حيث التقى بعدد من الشخصيات البارزة في القطاع القضائي. خلال هذه الزيارة، التي جاءت لتعزيز التعاون بين البلدين في مجال الإصلاح القضائي، اطلع زيدان على التفاصيل الدقيقة للخطة الاستراتيجية المخصصة للمجلس الأعلى للقضاء في عمان. هذه الخطة تشمل عدة جوانب حيوية، مثل تعزيز الكفاءة في إدارة القضايا، تطوير التدريب للقضاة، وتحسين البنية التحتية للقضاء، مما يعكس التزام عمان ببناء نظام قضائي حديث يتناسب مع التحديات المعاصرة. كانت الزيارة فرصة لمناقشة نقاط الالتقاء بين النظم القضائية في البلدين، مع التركيز على تبادل الخبرات والممارسات الناجحة.
زيدان يطلع على الخطة الاستراتيجية
في تفاصيل الزيارة، ذكر بيان صادر عن مجلس القضاء الأعلى في العراق أن القاضي فائق زيدان توجه إلى الأمانة العامة للمجلس الأعلى للقضاء في عمان، مصطحباً وفداً من المتخصصين. هناك، التقى بالشيخ عيسى بن حمد العزري، أمين عام المجلس، الذي قدم عرضاً مفصلاً عن الخطة الاستراتيجية. تشمل هذه الخطة أهدافاً طموحة، مثل تقليل مدة معالجة القضايا من خلال تبني التكنولوجيا الحديثة، مثل نظم الإدارة الإلكترونية للقضايا، بالإضافة إلى برامج لتعزيز الشفافية والعدالة. زيدان أعرب عن إعجابه بتلك الجهود، مشيراً إلى أنها يمكن أن تكون نموذجاً للعراق في سعيه لإصلاح نظامه القضائي. الاجتماع ركز أيضاً على أهمية التعاون الدولي في مكافحة الجرائم عبر الحدود، حيث ناقش الجانبان سبل تفعيل اتفاقيات مشتركة لمكافحة الإرهاب والفساد، مما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة. هذه الزيارة تأتي في سياق جهود متواصلة لتعزيز الروابط بين العراق ودول الخليج، مع التركيز على الجانب القانوني كأساس للتنمية المستدامة.
الاطلاع على الرؤية القضائية في عمان
من جانب آخر، يمكن اعتبار زيارة زيدان خطوة مهمة نحو تبادل المعارف القضائية بين البلدين، حيث قدمت الخطة الاستراتيجية في عمان رؤية شاملة تشمل استراتيجيات لتدريب الشباب على القانون الحديث ودمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في عمليات المحاكم. هذه الرؤية تهدف إلى تحقيق عدالة سريعة وفعالة، مع النظر في التحديات الاجتماعية مثل حماية حقوق الإنسان وحل النزاعات الأسرية. خلال الاجتماع، تم التأكيد على أن مثل هذه الخطط يمكن أن تساهم في تعزيز الثقة بالنظام القضائي، مما يدعم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. زيدان، كرئيس لمجلس قضاء الأعلى في العراق، رأى في هذه الخطة فرصة لإعادة تشكيل النهج القضائي في بلاده، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها العراق في مجال مكافحة الفساد والإصلاح القضائي. كما تم مناقشة كيفية دعم الشراكات الدولية لتبسيط إجراءات التعاون القانوني، مثل تسهيل تبادل الوثائق والشهادات بين البلدين. هذه الجهود ليست محصورة في السياق المحلي، بل تشمل توجهاً نحو الاندماج الإقليمي، حيث يمكن أن تكون عمان نموذجاً يحتذى به لدول المنطقة في تحقيق التنمية القضائية المستدامة. بالإضافة إلى ذلك، أبرز الاجتماع أهمية بناء جيل جديد من القضاة المدربين جيداً، من خلال برامج تدريبية مشتركة قد تطورت في المستقبل، مما يعزز من كفاءة الأنظمة القانونية في مواجهة التحديات العالمية مثل الجرائم الإلكترونية والتغيرات البيئية. بشكل عام، تعد هذه الزيارة خطوة إيجابية نحو تعزيز الروابط القضائية، وهي جزء من مسيرة أوسع لتعزيز السلام والتعاون في الشرق الأوسط.