صلاة واحدة في هذا المسجد تعادل ثواب عمرة كاملة!

هل ترغب في الحصول على ثواب عمرة كاملة من خلال صلاة واحدة؟ كل ما عليك فعله هو الذهاب إلى مسجد قباء، حيث يُعد أول مسجد بني في الإسلام، وأسسه المسلمون في المدينة المنورة بعد هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة. في الحديث الصحيح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة، كان له أجر عمرة”، مما يجعل هذا المسجد وجهة لآلاف الحجاج والزوار للحصول على هذا الفضل العظيم.

مسجد قباء

يحمل مسجد قباء تاريخاً مشرقاً، إذ قام النبي الكريم بتأسيسه بنفسه عند وصوله إلى المدينة المنورة في منطقة قباء، التي كانت ديار بني عمرو بن عوف. سمي المسجد بهذا الاسم نسبة إلى بئر مشهورة في المنطقة. لم يقتصر الاهتمام به على عهد النبي، بل استمر مع الخلفاء الراشدين؛ فقد جدده الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم عمر بن عبد العزيز في عهد الوليد بن عبد الملك، مما يؤكد أهميته في التاريخ الإسلامي. شهد المسجد توسعات عديدة عبر العصور، مثل التوسعة الكبيرة في عام 1405 هـ بتعليمات الملك فهد بن عبد العزيز، حيث انتهت الأعمال في عام 1407 هـ ليصل مساحة المصلى إلى 5000 متر مربع، وتصل المساحة الإجمالية مع المرافق إلى 13,500 متر مربع، مما يسمح باستيعاب حوالي 20,000 مصل. كما أطلق الأمير محمد بن سلمان توسعة أكبر في عام 1443 هـ ضمن مشروع الملك سلمان بن عبد العزيز، ليصل إجمالي المساحة إلى 50,000 متر مربع ويستوعب حوالي 66,000 مصل، مع تطوير المناطق المحيطة.

المعلم الإسلامي

يتميز مسجد قباء بتصميمه المعماري الفريد، حيث يتخذ شكلاً مستطيلاً مع فناء داخلي يحيط به المداخل. خصص جزء منه للنساء مع مداخل مستقلة ودورين لاستيعاب أكثر من 7000 مصلية. يضم المسجد أربع مآذن شامخة و62 قبة، بما في ذلك قبة رئيسية يصل ارتفاعها 25 متراً محاطة بخمس قباب بارتفاع 20 متراً لكل منها، والباقي يبلغ ارتفاعه 12 متراً. كما يحتوي على سبعة مداخل رئيسية و12 مدخلاً فرعياً، ويُبرد بوحدات مركزية ضخمة تتجاوز طاقتها مليون وحدة حرارية لكل وحدة. انتقلت مهمة الإشراف عليه في مارس 2023 إلى هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة لتعزيز الخدمات وزيادة راحة الزوار، وأصبحت أبوابه مفتوحة على مدار الساعة منذ ليلة 14 ربيع الآخر 1440 هـ بتوجيهات الملك سلمان بن عبد العزيز. يقع المسجد في جنوب المدينة المنورة، ويربطه بالمسجد النبوي ممشى طوله 6 كيلومترات، الذي يسلكه الكثيرون سيرًا على الأقدام لإحياء سنة النبي الذي كان يزوره كل سبت ويصلي فيه. في النهاية، يمثل مسجد قباء أكثر من مجرد مبنى تاريخي؛ إنه شاهد حي على بدايات المجتمع الإسلامي، مليء بالروحانية والذكريات للنبي وصحابته، مما يجعله وجهة أساسية لكل زائر للمدينة المنورة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *