أول رخصة من نوعها في الرياض.. شاهد كيف يكشف مهندس معماري تفاصيل بناء فيلا بمساحة 5 أمتار!

في عالم التصميم العقاري بالرياض، يبرز مشروع يجسد توازنا بين الفخامة والتكلفة المنخفضة، حيث يقدم مفهوما سكنيا يشبه فيلا كاملة بمساحة وأسعار أقرب إلى الشقق التقليدية. هذا المشروع، الذي حاز على أول رخصة من نوعها، يعكس رؤية مبتكرة للعيش المريح في المدن المزدحمة، مع التركيز على الاستخدام الأمثل للمساحات المتاحة.

فيلا 5 أمتار: تقرير حول أول رخصة في الرياض

يقدم الدكتور أرسلان عابد، بصفته المصمم والمالك، تفاصيل هذا المشروع الشخصي الذي لم يكن موجها للأغراض التجارية، بل كان تعبيرا عن رغبة في إعادة تشكيل مفهوم السكن. يتكون المبنى من 14 شقة مقسمة إلى 5 وحدات سكنية موزعة بالطول، مما يمنح انطباعا بفيلا متكاملة بينما يظل سعرها قريبا من تكلفة شقة عادية. كل وحدة سكنية تبلغ مساحتها 330 مترا مربعا، دون احتساب الارتداد، وهو ما يجعلها تعادل مساحة فيلا كاملة من حيث الراحة والفائدة. هذا التصميم يهدف إلى تقديم حل سكني يجمع بين الخصوصية والاقتصادية، مع الاستفادة من الفراغات الداخلية لتحقيق تجربة عيش فاخرة.

منزل مديني متكامل

أما في التفاصيل الداخلية، فإن الدور الأول يحتوي على تركيبة عملية تشمل غرفة حمام، غرفة للعاملة المنزلية مزودة بدورة مياه، غرفة للغسيل، مستودع، مجلس سفلي، ومطبخ بأبعاد 4 أمتار في 3 أمتار. أما الدور الذي يليه، فيضم صالونا، غرفة معيشة، وغرفة طعام، حيث يصل الفراغ العام الذي وصفه البعض بـ”التابوت” إلى 100 متر مربع مفتوحة على بعضها، مما يضمن إضاءة وتهوية جيدتين، ويحول دون الشعور بالضيق. يستمر التصميم في الطابق الثاني بثلاث غرف نوم مجهزة بثلاث دورات مياه، بالإضافة إلى غرفة متعددة الاستخدامات يمكن تحويلها إلى مكتب أو صالة رياضية، وفي المستقبل، يمكن تقسيمها إلى غرفتين إضافيتين للنوم لتلبية احتياجات أكبر.

يشمل المشروع أيضا مرافق إضافية تعزز من جودة الحياة، مثل مكان لركن سيارة واحدة أسفل المنزل، ومساحة لتوقف سيارتين أمامه، إلى جانب عوازل للحرارة والصوت لضمان بيئة هادئة. كل وحدة سكنية تحظى بمصاعد مستقلة، خزانات مياه منفصلة، غرف صرف صحي خاصة، وخزان لمياه الأمطار، بالإضافة إلى غرفة مخصصة للسائق ومستودع إضافي. يرتفع الطابق الأرضي عن سطح الأرض بنحو متر ونصف، مع وجود درج معلق للصعود إلى الطوابق العليا، ومدخل رئيسي بعرض متر، وغرفة ضيوف بأبعاد 7 أمتار في 4.5 أمتار.

بالنسبة لعنصر المصعد، الذي يغيب في التصميم الأساسي، فإن ذلك يرجع إلى توجيه المشروع نحو احتياجات جماعة محددة من الشباب، إلا أنه يمكن إضافته بسهولة دون تغييرات جذرية. كما اعتمد التصميم على طريقة السباكة المعلقة، التي تسهل الإصلاحات في حال حدوث أي مشكلات، حيث يتم فك الطبقة السفلية دون الحاجة إلى تكسير الخرسانة. بجانب غرف النوم، هناك غرف ملابس، وفتحات في السقف للإضاءة والتهوية، مع إمكانية تحويل السطح إلى حديقة علوية لتعزيز الراحة البيئية.

من جانبه، أكد المهندس الإنشائي محمد فوزي أن المبنى اعتمد جدران جبس مقواة بالألياف، إلى جانب أسقف من الخرسانة المسلحة، مما جعله يتطلب حوالي 5 أطنان من المواد للجدران والأسقف. هذا النهج لم يكن مجرد خيار هندسي، بل كان أكثر كفاءة من حيث التكلفة، حيث أن استخدام الخرسانة والحديد في هذا السياق قلل من التكاليف العامة دون التأثير على الجودة أو المتانة. بهذه الطريقة، يمثل هذا المشروع خطوة نحو مستقبل سكني أكثر نعومة وتكيفا مع احتياجات الحياة المدنية في الرياض.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *