رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أكد الالتزام بتقديم كل التسهيلات اللازمة لبعثة الناتو من أجل دعم مهمتها الاستشارية في العراق. خلال استقباله للقائد الجديد لبعثة حلف شمال الأطلسي، الجنرال كريستوف هنتزي، في بغداد، برفقة القائد السابق للبعثة الفريق لوكاس شخويرس، أعرب السوداني عن ترحيبه بالقائد الجديد وتقديره للجهود التي بذلها سلفه. هذا اللقاء يعكس الرغبة الإيجابية في تعزيز التعاون بين العراق والناتو، مع التركيز على بناء شراكة مستدامة تعتمد على التنسيق المشترك والتبادل المفيد للخبرات.
تقديم التسهيلات كافة لبعثة الناتو
في سياق هذا اللقاء، شدد رئيس الوزراء على أهمية إنجاح المهمة الاستشارية للبعثة، مشدداً على تقديم جميع التسهيلات الممكنة لضمان نجاحها. أبرز السوداني الجهود التي تم بذلها سابقاً في تعزيز العلاقة مع الناتو، خاصة من خلال نتائج اجتماع الحوار عالي المستوى الذي عقد في بروكسل العام الماضي. وأكد حرص العراق على استمرار هذه الشراكة من خلال التحضير لعقد الاجتماع الثاني في بغداد في المستقبل القريب. هذا التوجيه يأتي في ظل الالتزام ببناء علاقة قوية تعتمد على التخطيط المشترك، مما يساعد في تعزيز القدرات الأمنية العراقية وتطوير أدائها من خلال تبادل الخبرات والمعلومات. كما أشار السوداني إلى أن مثل هذه الجهود ستعزز الاستقرار في المنطقة، مع الاستفادة من الدعم الذي تقدمه البعثة في مجالات الإصلاح الأمني والتنسيق العسكري.
تعزيز الشراكة الفعالة مع الناتو
من جانب آخر، أكد الفريق لوكاس شخويرس على تقديره للجهود العراقية في مجالات متنوعة، مثل نجاح تنظيم القمة العربية الـ34 وتقدم المشاريع الإيجابية في مجالي الإعمار والبنى التحتية. وأعرب عن شكره لدعم الحكومة العراقية المستمر للبعثة، الذي ساهم في تعزيز التعاون بين الطرفين. هذا الدعم يشمل التنسيق مع المؤسسات العسكرية والأمنية العراقية، بهدف تبادل الخبرات وتطوير القدرات الأمنية لمواجهة التحديات المشتركة. في السياق نفسه، أكد شخويرس أن البعثة مستمرة في أدائها من خلال تقديم الاستشارات والمعلومات اللازمة، مما يدعم السعي العراقي لتحقيق النمو الاقتصادي وتعزيز الاستقرار الإقليمي. كما تم التأكيد على أهمية استمرار هذه الشراكة في ظل التغييرات الدولية، حيث يمكن للناتو أن يقدم دعماً فنياً وتدريبياً يساهم في تحسين أداء الأجهزة الأمنية العراقية.
بشكل أوسع، يمثل هذا اللقاء خطوة مهمة نحو تعزيز الروابط الاستراتيجية بين العراق والناتو، مع التركيز على تحقيق أهداف مشتركة. في السنوات الأخيرة، عملت الحكومة العراقية على بناء علاقات دولية قوية، خاصة مع التحالفات الأمنية، لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية. وفي هذا الإطار، يأتي توجيه السوداني بتقديم التسهيلات كدليل على الرغبة في تعميق التعاون، حيث يمكن للبعثة أن تساهم في تطوير الاستراتيجيات الأمنية وتحسين القدرات الدفاعية. كما أن هذه الجهود تتوافق مع السياسات الوطنية للعراق في تعزيز الاستقرار الداخلي والإقليمي، من خلال الاستفادة من الخبرات الدولية. يتجاوز هذا التعاون مجرد الاستشارات الأمنية، حيث يمتد إلى مجالات أخرى مثل التعاون الاقتصادي والتدريب المهني، مما يعزز من قدرة العراق على مواجهة التحديات المستقبلية. ومع ذلك، يظل التركيز الأساسي على بناء شراكة متوازنة تعتمد على المصالح المشتركة، مما يضمن استمرارية الجهود نحو تحقيق السلام والأمن في المنطقة. بهذه الطريقة، يمكن للعراق أن يعزز موقعه كشريك فعال في الساحة الدولية، مستفيداً من الدعم الذي يقدمه الناتو في سياق الشراكات الاستراتيجية.