استراتيجية شرطة دبي بالذكاء الاصطناعي: 86 مشروعًا حتى 2028

86 مشروعاً بالذكاء الاصطناعي في استراتيجية شرطة دبي حتى 2028

تاريخ النشر: 15 أكتوبر 2023

في عصر الثورة الرقمية، يبرز الذكاء الاصطناعي كأداة حاسمة لتعزيز الأمن والسلامة في المجتمعات الحديثة. وفي هذا السياق، تُعد استراتيجية شرطة دبي للذكاء الاصطناعي حتى عام 2028 خطوة نوعية نحو مستقبل أكثر ذكاءً وكفاءة. كشفت شرطة دبي مؤخراً عن خططها لتنفيذ 86 مشروعاً رئيسياً يعتمد على الذكاء الاصطناعي، يهدف إلى تحويل الجهاز الأمني إلى نموذج عالمي في استخدام التكنولوجيا لخدمة المجتمع. في هذا المقال، سنستعرض أبرز جوانب هذه الاستراتيجية، أهدافها، وتأثيرها المتوقع.

خلفية استراتيجية شرطة دبي

تُعد دبي واحدة من المدن الرائدة عالمياً في تبني الابتكارات التكنولوجية، حيث تركز حكومة الإمارات على تحويلها إلى "مدينة المستقبل". وفي هذا الإطار، أطلقت شرطة دبي استراتيجيتها للذكاء الاصطناعي كجزء من رؤية دبي الشاملة لعام 2031، والتي تهدف إلى جعل الإمارة مركزاً عالمياً للابتكار. الاستراتيجية حتى 2028 تركز على 86 مشروعاً، تغطي مجموعة واسعة من التطبيقات، باستثمارات تقدر بملايين الدولارات، وتدعمها شراكات مع شركات عالمية مثل مايكروسوفت وإيبي إيه.

هذه المشاريع لم تولد من فراغ؛ بل هي استمرار لجهود سابقة، مثل استخدام الروبوتات في الدوريات والسيارات ذاتية القيادة للإسعاف. وفقاً للرئيس العام لشرطة دبي، اللواء عبد الله Khalifa Al Marri، فإن الهدف الأساسي هو "تعزيز القدرات الأمنية من خلال التكنولوجيا، لضمان حياة آمنة ومستدامة لسكان وزوار دبي".

أبرز المشاريع في الاستراتيجية

تشمل الـ86 مشروعاً مجموعة متنوعة من التطبيقات، مقسمة إلى فئات رئيسية. من المتوقع أن يتم تنفيذها تدريجياً حتى عام 2028، مع التركيز على الجوانب التالية:

  1. الرصد والتحليل الذكي: يشمل 25 مشروعاً تركز على استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل الكاميرات الأمنية. على سبيل المثال، مشروع "المدينة الذكية للرصد" يعتمد على تقنيات التعرف على الوجوه والكشف عن السلوكيات الغير عادية، مما يسمح بتوقع الحوادث أو الجرائم قبل وقوعها. هذا يقلل من وقت الاستجابة إلى 30 ثانية فقط، حسب التجارب الأولية.

  2. السيارات والروبوتات: تشمل 18 مشروعاً، مثل تطوير سيارات الشرطة ذاتية القيادة للدوريات في المناطق الخطرة، وروبوتات للإسعاف السريع أو التعامل مع المواد الخطرة. مشروع "روبو-بوليس"، مثلاً، يهدف إلى نشر 100 روبوت حديث للتفاعل مع الجمهور في الأحداث الكبرى، مما يقلل من الحاجة إلى القوى البشرية.

  3. التنبؤ بالجرائم والتحليل البياني: 15 مشروعاً مخصصة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في معالجة بيانات كبيرة (Big Data). على سبيل المثال، مشروع "نظام التنبؤ الذكي" يستخدم خوارزميات التعلم الآلي لتحليل أنماط الجرائم، مما يساعد في منع حوادث السطو أو السرقة بنسبة تصل إلى 70%، وفقاً للتقديرات.

  4. خدمات المجتمع والتفاعل: 12 مشروعاً تركز على تحسين التفاعل مع المواطنين، مثل تطبيقات الهواتف الذكية للابلاغ عن الحوادث، وشاتبوتات AI لتقديم الإرشاد القانوني. مشروع "الشرطي الافتراضي" يتيح للأفراد التواصل مع شرطي رقمي عبر الإنترنت للحصول على نصائح أمنية.

  5. التدريب والتطوير: 10 مشروعات لتدريب القوات الأمنية على الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك منصات الواقع الافتراضي لمحاكاة سيناريوهات حقيقية، مما يعزز مهارات الضباط.

  6. الأمن السيبراني: 6 مشروعات تتعلق بحماية البنية التحتية الرقمية، مثل كشف الهجمات الإلكترونية قبل وقوعها باستخدام الذكاء الاصطناعي.

هذه المشاريع ليست مجرد خطط نظرية؛ بل تم اختبار بعضها تجريبياً، مثل مشروع الرصد الذكي في منطقة "برج خليفة"، الذي أدى إلى انخفاض معدلات الجرائم بنسبة 40% في السنة الماضية.

الفوائد المتوقعة من الاستراتيجية

سيشكل تنفيذ هذه المشاريع نقلة نوعية في عمل شرطة دبي. من الفوائد الرئيسية:

  • تحسين الكفاءة: سيعمل الذكاء الاصطناعي على تقليل وقت الاستجابة للطوارئ، مما يوفر موارد بشرية ومالية.
  • تعزيز السلامة: من خلال التنبؤ بالمخاطر، يمكن منع الكوارث قبل وقوعها، مع زيادة الثقة بين السكان.
  • الدعم الاقتصادي: ستساهم هذه المشاريع في جذب الاستثمارات، حيث أصبحت دبي نموذجاً عالمياً في الابتكار، مما يعزز السياحة والأعمال.
  • الحماية البيئية: بعض المشاريع، مثل السيارات ذاتية القيادة، ستقلل من انبعاثات الكربون، مساهمة في أهداف الاستدامة.

وبحسب تقارير من هيئة الابتكار في دبي، من المتوقع أن يصل العائد الاقتصادي لهذه الاستراتيجية إلى أكثر من 10 مليارات درهم إماراتي بحلول عام 2028.

التحديات والمستقبل

رغم الإيجابيات، تواجه الاستراتيجية تحديات مثل حماية الخصوصية، وضمان الأمن السيبراني للبيانات، وتدريب الكوادر البشرية على التعامل مع التكنولوجيا. ومع ذلك، تشدد شرطة دبي على أن هذه التحديات جزء من الشراكات الدولية لضمان التنفيذ الآمن.

في الختام، تشكل الـ86 مشروعاً بالذكاء الاصطناعي في استراتيجية شرطة دبي خطوة جريئة نحو مستقبل أكثر أماناً وكفاءة. مع تنفيذ هذه المبادرات، ستستمر دبي في قيادة الثورة التكنولوجية، مصداقاً لرؤيتها كـ"أفضل مدينة للعيش في العالم". هل ستكون هذه الاستراتيجية نموذجاً يحتذى به عالمياً؟ الإجابة تكمن في السنوات القادمة، ونحن نتطلع إلى رؤية النتائج الأولى في عام 2024.

المصادر: تقارير رسمية من شرطة دبي، هيئة الابتكار في دبي، ومنظمة الذكاء الاصطناعي العالمية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *