أكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، خلال افتتاح أعمال القمة العربية في بغداد، التزام بلاده بمضي قدمًا بروح الإخوة والمسؤولية لتطوير حلول جذرية تعالج أسباب المشكلات العميقة في المنطقة. في كلمته، رحب بالحضور، بما في ذلك رئيس وزراء إسبانيا وأمين عام الأمم المتحدة، متعبًا عن أمل شعوبنا العربية في تحويل التصريحات إلى خطوات عملية تواجه التحديات. شدد على أن السياسة الخارجية العراقية تعتمد على أسس الشراكة مع الدول العربية، مع احترام مبدأ حسن الجوار ورفض التدخل في الشؤون الداخلية، فضلاً عن تجنب الانحياز إلى أي محاور إقليمية أو دولية. وصفت كلمته الحلول المبنية على الحوار كأداة أساسية لتقريب وجهات النظر وتعزيز دبلوماسية منتجة، مع التركيز على أهمية إنهاء الصراعات من خلال فهم جذورها.
نمضي بحلول جذرية لأصل المشكلات
تشكل هذه الحلول الجذرية محورًا رئيسيًا في خطاب رئيس الوزراء، حيث أكد أن الرؤية العراقية لإنهاء الأزمات تبدأ بضمان حقوق الشعب الفلسطيني في حياة حرة كريمة، وإيقاف الاعتداءات المستمرة التي وصلت حدًا بشعًا من الإبادة الجماعية. رفض بشدة أي أشكال من التهجير القسري، مطالبًا بوقف الهجمات على غزة والضفة الغربية، وفتح الممرات أمام المساعدات الإنسانية. وصف مشاهد الأطفال الذين يتسولون لقمة عيش، معتبرًا أن ذلك سيترك جيلًا مشحونًا بالألم والظلم. دعا إلى عمل عربي مسؤول لإنقاذ غزة وإعادة تنشيط وكالة الغوث الدولية فيها، بالإضافة إلى دعم وقف إطلاق النار في جنوب لبنان ومحاسبة الاعتداءات على سيادتها. أما بالنسبة لسوريا، فأكد التزام العراق بدعم وحدتها وسيادتها، رافضًا أي اعتداء أو هيمنة، مع التأكيد على جهود لإقامة دولة المواطنة عبر عملية انتقالية تضمن حقوق الجميع ومحاربة الإرهاب. ثمةد رئيس الوزراء قرار الولايات المتحدة برفع العقوبات عن سوريا، آملاً أن يساهم ذلك في تخفيف معاناة شعبها.
معالجات شاملة للتحديات العربية
في سياق المعالجات الشاملة، شدد رئيس الوزراء على أن العراق يقف إلى جانب وحدة اليمن وسيادته، مطالبًا بإنهاء الصراع لوقف معاناة الشعب اليمني. كما أبرز ضرورة الحفاظ على وحدة السودان والبحث عن حلول مستدامة في ظل الأزمة الإنسانية الحادة هناك. أما بالنسبة لليبيا، فأكد أن روابط الإخوة تفرض علينا دعم الحوار لصياغة حل شامل يعزز الاستقرار وينهي الانقسامات. دعم كذلك المفاوضات الأمريكية الإيرانية، مستندًا إلى رؤية تعزز السلام والتعايش. وفي جانب أوسع، دعا إلى تبني حلول جذرية تعالج أصول المشكلات، مع النظر إلى أولوية الأمن العربي المترابط، وتشجيع آليات عمل مؤسسية للاستقرار. أكد أهمية تحرك خطط مدروسة لتكامل المنظومة العربية، سواء في مكافحة الإرهاب، أو منع الاتجار بالبشر، أو مواجهة تحديات المخدرات والتغيرات المناخية، بهدف تعزيز استقرار الدول العربية وتماسكها الاجتماعي. أعلن عن 18 مبادرة طموحة لتنشيط العمل العربي المشترك، مثل إنشاء صندوق عربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار بعد الأزمات، مع التأكيد على إسهام العراق بـ20 مليون دولار لإعادة إعمار غزة ومبلغ مماثل للبنان. في ختام كلمته، وصف القمة الـ34 بأنها لقاء يمثل بداية مشروع يهدف إلى انعطافة جديدة تضمن مستقبلًا أفضل لشعوبنا، مع الإشارة إلى أن بغداد تقف شامخة للمساهمة في صناعة الحلول ومواجهة التحديات. بهذا النهج، يؤكد العراق دوره الفعال في بناء مستقبل عربي مشرق، حيث تتجاوز الجهود القولي إلى التنفيذ العملي، مما يعكس التزامًا حقيقيًا بتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة ككل.