لبنى عبد العزيز تسترجع ذكريات فيلم “هذا هو الحب”، حيث أبرزت أداء يحيى شاهين في تجسيد الرجل المصري التقليدي. في هذا الفيلم الكلاسيكي، الذي جمع بين نجوم السينما المصرية، شاركت لبنى في مشاهد مؤثرة مع ماري منيب، وخاصة اللحظة الكوميدية الشهيرة في مشهد الخطوبة. هناك، قدمت ماري منيب تحديًا طريفًا من خلال إعطاء لبنى “عين جمل” كبيرة لتكسرها بأسنانها، كاختبار أمام خطيبها الممثل بدور يحيى شاهين. كانت هذه اللحظات تعكس براعة ماري منيب كممثلة عظيمة، وفقًا لوصف لبنى التي أكدت أنها كانت “لحظة كوميدية عبقرية”.
لبنى عبد العزيز وتجسيد الرجل المصري في “هذا هو الحب”
في سياق الحديث عن يحيى شاهين، أشادت لبنى عبد العزيز بدوره كزوج نرجسي يمثل نموذجًا شائعًا للرجال المصريين الذين يتمسكون بأفكار تقليدية. قالت إن الشخصية تجسد “نوعًا من الرجالة المصريين.. الرجالة اللي بمخ مقفول”، مشيرة إلى كيفية تعكيسها للواقع الاجتماعي حيث يسعى الرجل الشرقي دائمًا للسيطرة. ومع ذلك، أكدت لبنى أن الفيلم ينقل رسالة أملية، حيث يغير الحب مسار الأشياء. في القصة، يتنازل الشخص الذكري عن عناده بفضل القوة الحقيقية للحب، كما حدث في الفيلم عندما أصبح الزوج أكثر مرونة. وفقًا لها، هذا الأمر يعكس ما يحدث في الحياة الواقعية، خاصة مع تطور مكانة المرأة في المجتمع، مما يجعل الرجل الشرقي قادرًا على التنازل عندما يحب بشكل صادق. الفيلم، الذي يعود إلى زمن السينما الذهبية، يحمل حتى اليوم رسائل هامة حول التفاهم في العلاقات الزوجية، متجاوزًا العناد والغرور ليؤكد أن الحب يمكن أن يكسر أي حاجز، مهما كان الطرف الآخر متمسكًا بأفكاره التقليدية.
ميراث لبنى عبد العزيز في عالم السينما
بالإضافة إلى ذكريات الفيلم، يظل مشوار لبنى عبد العزيز كأيقونة سينمائية مصرية مصدر إلهام. في لقاء استثنائي أجرته معها هبة الشافعي، فتحت لبنى قلبها لأول مرة بعد غياب طويل، متحدثة عن جوانب مختلفة من حياتها. روت تفاصيل تجربة حياتها في الولايات المتحدة، حيث عاشت بعيدًا عن الأضواء، وكيف أثرت علاقتها بزوجها وبناتها وأحفادها في تشكيل شخصيتها. أكدت أن أوقاتها مع عائلتها كانت دائمًا مليئة بالدفء والأجواء العائلية السعيدة. كما كشفت عن كواليس قرارها المفاجئ بترك الفن والسفر، الذي كان ناتجًا عن رغبتها في حياة هادئة، لكنها عادت لاحقًا بسبب دعوات الجمهور وحبها للفن. في رأيها، الفن الحديث يفتقر أحيانًا إلى العمق الذي كان موجودًا في عصرها، وهي تتابع باستمرار ما يعرض على الساحة، مقارنة إياه بتجاربها السابقة. احتفاءً بمسيرتها الطويلة، تم تكريمها بباقة ورد فاخرة ودرع تذكاري، اعترافًا بتاريخها الحافل الذي لم يقتصر على الأدوار السينمائية بل امتد ليصبح جزءًا من تراث الثقافة المصرية والعربية. من خلال هذا اللقاء، تبرز لبنى كرمز للصمود والأصالة، حيث تجمع بين الذكريات الفنية والحكمة الشخصية، مؤكدة أن الحب والتفاهم هما الأساس لأي تغيير إيجابي في المجتمع. إن قصصها تذكرنا بأهمية الحفاظ على التراث السينمائي، مع النظر إلى المستقبل بأمل، مما يجعلها مصدر إلهام للأجيال الجديدة التي تبحث عن قيم حقيقية في عالم سريع التغير.