تصاعد التوتر بين السودان والإمارات بسبب طرد دبلوماسيين سودانيين من دبي

تصاعد التوتر بين السودان والإمارات بعد إبعاد دبلوماسيين من دبي

يورونيوز – الخرطوم/أبوظبي، 15 سبتمبر 2023

شهدت العلاقات بين السودان والإمارات العربية المتحدة تصعيداً كبيراً في التوتر خلال الأيام الماضية، بعد أن أعلنت دبي إبعاد دبلوماسيين سودانيين من أراضيها. هذه الخطوة، التي تُعتبر إجراءً نادراً بين الدول الشقيقة، جاءت كرد فعل على اتهامات متبادلة بالتدخل في الشؤون الداخلية، مما يعكس الخلافات السياسية والجيوسياسية المتزايدة في المنطقة.

خلفية الحدث

في الـ13 من سبتمبر، أصدرت وزارة الخارجية الإماراتية بياناً رسمياً أعلنت فيه عن إبعاد دبلوماسيين سودانيين من دبي، مدعية أنهم تورطوا في "أنشطة غير مقبولة" تهدد الأمن الوطني. وفقاً للمصادر الإعلامية المحلية، فإن الإمارات اتهمت هؤلاء الدبلوماسيين بمحاولة التجسس أو دعم مجموعات معارضة داخل السودان، رغم أن التفاصيل الدقيقة لم تُكشف بشكل كامل لتجنب تفاقم الأزمة.

من جانبها، دافعت الحكومة السودانية عن دبلوماسييها، مشيرة إلى أن هذا الإجراء "غير مبرر ويعكس محاولة الإمارات لفرض هيمنتها على الدول الإفريقية". في بيان لوزارة الخارجية السودانية، وصف وزير الخارجية السوداني، محمد طاهر، الخطوة بأنها "اعتداء على السيادة"، معتبراً أنها جزء من سلسلة من التوترات الناتجة عن دعم الإمارات لقوات عسكرية مضادة للحكومة في السودان، خاصة في سياق الحرب الأهلية الدائرة في البلاد منذ عام 2023.

الجذور التاريخية للتوتر

يعود الخلاف بين السودان والإمارات إلى جذور عميقة، ترتبط بالصراعات الإقليمية. منذ اندلاع الحرب في اليمن، كانت الإمارات من الداعمين الرئيسيين للتحالف الذي تقوده السعودية، بينما اتهم السودان الإمارات بدعم ميليشيات في ليبيا والصومال، مما يهدد استقرار المنطقة. كما أن الأزمة السياسية في السودان، التي شهدت صراعاً بين الجيش والقوات المدعومة دولياً، رأى فيها السودان تدخلاً إماراتياً، خاصة بعد أن وصفت تقارير دولية الإمارات بكونها تقدم دعماً لوحدات عسكرية معينة.

في السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين تدهوراً، رغم التبادل التجاري السابق الذي بلغ قيمته ملايين الدولارات. الإمارات كانت مصدراً رئيسياً للاستثمارات في السودان، خاصة في مجالات الطاقة والبنية التحتية، لكن التوتر الدبلوماسي الحالي قد يؤثر سلباً على هذه العلاقات، وفقاً لمحللين اقتصاديين.

ردود الفعل الدولية والتأثيرات المحتملة

أعرب الاتحاد الأفريقي عن قلقه من هذا التصعيد، داعياً إلى حوار بناء بين الجانبين لتجنب تفاقم الصراع. كما حثت الأمم المتحدة، من خلال ممثليها في المنطقة، على ضبط النفس، معتبرة أن أي تصعيد قد يؤدي إلى اضطرابات إقليمية أوسع، خاصة في ظل الوضع المتوتر في القرن الأفريقي.

من جانبها، أعلنت الإمارات أنها مستعدة للحوار، لكنها لن تتسامح مع أي "تهديدات لأمنها". أما السودان، فقد رد بإجراءات متبادلة، إذ أعلنت عن استدعاء سفيرها لدى أبوظبي للتشاور، مما يشير إلى احتمال تصعيد أكبر قد يصل إلى قطع العلاقات الدبلوماسية.

في حال استمر التوتر، قد يؤثر ذلك على جهود السلام في السودان، حيث تعتبر الإمارات لاعباً رئيسياً في المفاوضات الإقليمية. كما أن الاستثمارات الإماراتية في مشاريع الطاقة والصناعة في السودان قد تواجه مخاطر، مما يعزز من الضغوط الاقتصادية على البلدين.

نظرة إلى الأمام

مع تصاعد التوتر، يبقى السؤال الأكبر: هل سينجح الحوار الدبلوماسي في تهدئة الأوضاع؟ الخبراء يرون أن التدخل الدولي ضروري لتجنب تحويل هذه الأزمة إلى صراع مفتوح. بينما يواصل العالم متابعة التطورات، تبقى العلاقات بين السودان والإمارات في حالة هشة، تذكرنا بتعقيدات السياسة الإقليمية في الشرق الأوسط وإفريقيا.

يورونيوز تتابع التطورات لهذه القصة، وسوف نقدم تحديثات فور حدوث أي تغييرات. إذا كنت مهتماً بمتابعة الأخبار الدولية، تابعونا للحصول على تغطية شاملة وموضوعية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *