أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالجهود الإيجابية في المنطقة، مشدداً على أهمية التعامل مع التحديات الإنسانية والسياسية التي تواجه العديد من الدول. في كلمته أمام مجلس جامعة الدول العربية، أكد غوتيريش أن العالم يواجه صراعات متعددة، بدءاً من الأزمة في غزة، حيث رفض العذاب الجماعي للشعب الفلسطيني وأدان التهجير القسري الذي يطال سكان القطاع. كما شدد على ضرورة احترام سلامة الأراضي اللبنانية وسيادتها، مع التأكيد على أن الاستقلال السوري والحفاظ على وحدته يمثلان أولوية قصوى. هذه التحديات تتطلب جهوداً دولية مشتركة للتصدي للعنف والصراعات في مختلف المناطق.
نشيد بالتقدم العظيم الذي يشهده العراق
في الوقت نفسه، عبّر غوتيريش عن إعجابه بالتقدم الملحوظ الذي حققه العراق في السنوات الأخيرة، حيث شهد الإقليم خطوات هامة نحو الاستقرار والتنمية. أكد الأمين العام أن هذا التقدم يشمل توفير المساعدات الإنسانية، تعزيز حقوق الإنسان، ودعم جهود الحكومة العراقية في بناء مؤسسات أقوى. هذا الإنجاز يأتي رغم التحديات الإقليمية، ويعكس التزام الشعب العراقي بالسلام والتغيير الإيجابي. غوتيريش شدد على أن الأمم المتحدة ملتزمة بتقديم الدعم اللازم لهذه الجهود، من خلال التعاون مع الحكومة والمؤسسات المحلية لتعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. هذا التقدم يمكن أن يُعتبر نموذجاً للدول الأخرى في المنطقة، حيث يبرز كيف يمكن تحويل التحديات إلى فرص للنهوض.
الإنجازات في العراق وجهود السلام الإقليمية
بالإضافة إلى التركيز على العراق، دعا غوتيريش إلى حوار داخلي في اليمن لإنهاء النزاعات، مع التأكيد على ضرورة مواجهة العنف المستمر في السودان. كما أبرز أهمية مساعدة الصومال في تعزيز الأمن والاستقرار، معتبراً أن ذلك يساهم في مكافحة الإرهاب وتعزيز الجهود الإنسانية. في ليبيا، أكد على ضرورة التواصل مع الفاعلين الدوليين لإنهاء النزاعات وتحقيق استقرار مستدام. هذه الجهود الشاملة تتطلب تنسيقاً دولياً أكبر، حيث يرى غوتيريش أن السلام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعتمد على الحوار والتعاون بين جميع الأطراف. على سبيل المثال، في العراق، ساهمت الإصلاحات الحكومية في تحسين الخدمات الأساسية، مما أدى إلى انخفاض معدلات الفقر وتعزيز الفرص الاقتصادية للمواطنين. ومع ذلك، يجب الاستمرار في مواجهة التحديات مثل النزاعات الحدودية والتأثيرات الإقليمية، حيث يمكن للأمم المتحدة أن تلعب دوراً حاسماً في تقديم الدعم الفني والإنساني.
في الختام، يمثل كلام غوتيريش دعوة للعمل الجماعي، حيث أكد أن التقدم في العراق يمكن أن يكون مصدر إلهام للدول الأخرى. مع تزايد التحديات العالمية، مثل التغيرات المناخية والأزمات الاقتصادية، يبرز دور الأمم المتحدة في دعم الشعوب نحو مستقبل أفضل. هذا التزام يشمل تعزيز العدالة الاجتماعية، حماية حقوق الإنسان، وتشجيع الحكامة الشفافة. في العراق تحديداً، يمكن أن تؤدي هذه الجهود إلى تعزيز الديمقراطية ودعم الشباب من خلال برامج التعليم والتدريب. بذلك، يظهر غوتيريش أن الطريق إلى السلام ليس سهلاً، لكنه ممكن من خلال التعاون الدولي والالتزام بمبادئ العدالة والمساواة. هذه الرؤية تشمل دعم لجميع الدول في المنطقة، مما يعزز الأمل في مستقبل أكثر أمناً وازدهاراً.