في رحلة فنية امتدت لأكثر من 80 عامًا، تروي الفنانة الكبيرة لبنى عبد العزيز قصتها الشخصية والمهنية بصراحة نادرة. بدأت حكايتها من طفولة سعيدة، حيث اكتشفت حبها للفن في سن العاشرة، وتطورت إلى مسيرة مليئة بالتزام وإبداع. في مقابلة مع “تليفزيون اليوم السابع”، تحدثت عن كيف كانت تقدم برامج الإذاعة للأطفال منذ أكثر من 60 عامًا، وكيف كان ذلك مصدر سعادة لا ينتهي. “كنت سعيدة بما أفعله، فالحب للفن وحبي للأطفال هو ما جعلني أستمر، ودفعني لدراسة علم نفس الطفولة”، قالت، متأسفة من تدهور حال الطفولة اليوم، حيث أصبحت “قصيرة جدًا، ولم يعد هناك أطفال حقيقيون بعد سن صغيرة جدًا”.
لبنى عبد العزيز: حاربت للحفاظ على هويتي المصرية في أمريكا
في حوار مؤثر، كشفت لبنى عبد العزيز عن جهودها الدؤوبة للحفاظ على جذورها المصرية رغم العيش في الولايات المتحدة. وصفت كيف كانت تواجه تحديات يومية لتغرس القيم الدينية والوطنية والثقافية في بناتها، سارة ومريم، وسط مجتمع يختلف جذريًا في ثقافته. “خضت معارك كثيرة، حتى مع زوجي في بعض الأحيان، لكن مصريتي وديني ووطنيتي كانت دائمًا أولويتي”، أوضحت بفخر. هذا التزام جعلها تركز على تعليم بناتها التقاليد المصرية، مما انعكس لاحقًا على أحفادها، الذين يتعلمون اللغة العربية ويحافظون على العادات الأسرية. “الآن، يحاول أحفادي تعلم العربية، وبناتي يورثن نفس التقاليد لأجيالهن، وهذا دليل على أن ما زرعته قد نمى واستمر”.
النضال من أجل تراث مصري دائم
بالإضافة إلى جانبها الشخصي، استعرضت لبنى عبد العزيز مسيرتها الفنية الاستثنائية، من أيامها الأولى في الإذاعة والتلفزيون إلى قرارها المفاجئ بترك الفن والانتقال إلى أمريكا، ثم عودتها مرة أخرى. شرحت الأسباب التي دفعتها للرحيل، مثل البحث عن حياة أكثر استقرارًا، لكنها أكدت أن حبها للفن لم ينتهِ قط. “العودة كانت لأن الفن جزء مني، وأحتاج دائمًا للتواصل مع الجمهور”، قالت، مع تعليقات نقدية على الفن الحديث، الذي تراه بعيدًا عن الجوهر الأصلي. في هذا اللقاء، الذي قدمته الزميلة هبة الشافعي، كشفت عن تفاصيل حياتها العائلية الدافئة، حيث تقضي أوقاتها مع بناتها وأحفادها، محيطة إياهم بقصص من الماضي ودروس من التجارب. هذه الرواية ليست مجرد سيرة ذاتية، بل تُظهر كيف استطاعت لبنى أن تكون رمزًا للإصرار والتراث، محافظة على هويتها في عالم متغير. احتفاءً بمسيرتها، تم تكريمها بباقة ورد ودرع تذكاري، اعترافًا بتاريخها الغني ومكانتها في قلوب الجمهور المصري والعربي. من خلال هذا الحوار، تبرز لبنى عبد العزيز كأيقونة للثبات، تجمع بين الفن والأسرة في سلسلة من الذكريات التي تلهم الأجيال الجديدة، محافظة على روح مصر في كل خطوة.