أعلن مندوب العراق في جامعة الدول العربية، قحطان خلف، خلال اجتماع المندوبين وكبار المسؤولين، عن التزام بلاده بالحوار كوسيلة أساسية لتعزيز الاستقرار الإقليمي. في كلمته أمام الحاضرين في بغداد، أكد خلف على أهمية احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، معتبراً ذلك خطوة حاسمة نحو بناء علاقات عربية أقوى. وصف وجود الوفود في العاصمة العراقية بأنه دليل على عمق الروابط التاريخية والتعاون المشترك، مشدداً على أن الشعوب العربية تستحق نتائج إيجابية من هذه اللقاءات تعزز التنمية والتضامن.
الحوار من أجل الاستقرار العربي
في سياق الاجتماع التحضيري للقمة الدورة الرابعة والثلاثين لوزراء الخارجية، أبرز خلف التطلع نحو نتائج تلبي احتياجات الشعوب العربية، معتبراً أن الحوار الدبلوماسي هو السبيل الأمثل لتحقيق السلام والتطور المستدام. أكد العراق تفانيه في دعم الجهود الجماعية لمواجهة التحديات، حيث يرى في التواصل بين الدول فرصة لتوحيد المواقف وتعزيز التعاون الإقليمي. وفقاً لخلف، فإن المنطقة تعاني من فترات عصيبة تتطلب من الدول العربية الالتزام بمبادئ الاحترام المتبادل، خاصة في ظل الضغوط الخارجية والصراعات الداخلية. هذا النهج، يؤدي إلى تعزيز أسس التعاون الاقتصادي والأمني، مما يساهم في تحقيق الاستقرار الشامل.
التضامن لدعم القضايا المشتركة
وفي السياق نفسه، شدد خلف على أن العراق يسعى إلى تعزيز العمل العربي المشترك، مع التركيز على القضية الفلسطينية كأولوية إقليمية تتطلب دعماً موحداً وفعالاً. يرى المندوب أن تضامن الدول العربية يمكن أن يغير معادلات الصراع، من خلال توحيد الجهود الدبلوماسية والإنسانية. هذا التضامن ليس محصوراً بالقضايا السياسية، بل يمتد إلى مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث يدعو العراق إلى تبني مبادرات مشتركة لمواجهة الفقر والتغير المناخي. في هذا الإطار، يُذكر أن بغداد، بتاريخها الحضاري الغني، تمثل رمزاً للتواصل بين الشعوب، مما يجعلها منصة مثالية لصياغة مستقبل أفضل. بالإضافة إلى ذلك، أكد خلف أن تعزيز الأطر التعاونية سيساهم في مواجهة التهديدات الإقليمية، مثل الإرهاب والصراعات الحدودية، من خلال برامج مشتركة تهدف إلى بناء قدرات الشعوب.
في الختام، يؤكد العراق التزامه بالقيم العربية المشتركة، حيث يرى في الحوار والتضامن أدوات حاسمة لتحقيق التنمية والسلام. هذا النهج يعكس رؤية شاملة للعلاقات الإقليمية، تجمع بين احترام السيادة والجهود الجماعية للتقدم، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين الدول العربية في مواجهة التحديات المستقبلية. يمكن لمثل هذه اللقاءات أن تكون بداية لمرحلة جديدة من الوحدة العربية، تساهم في تعزيز السلام العادل وتعزيز دور الشعوب في صنع مستقبلهم. بشكل عام، يظل التركيز على التعاون الفعال هو المفتاح لتحقيق أهداف مستدامة ترتقي بحياة الملايين في المنطقة.