في اللحظات الأولى لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا، أعرب العديد من الدول العربية عن ترحيبها الواسع بهذه الخطوة، معتبرينها بوادر أمل لإعادة بناء البلاد وتعزيز الاستقرار في المنطقة. هذا الإعلان جاء خلال كلمة لترامب في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، حيث وصف العقوبات بأنها “وحشية ومعيقة”، وأكد أن الوقت حان لتمكين سوريا من فرصة النمو والتطور. كما أشار إلى مناقشاته مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأعلن أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو سيلتقي نظيره السوري في تركيا. هذه الخطوة تجسد تحولًا إيجابيًا في السياسة الدولية تجاه سوريا، مع الإشادة بجهود المملكة العربية السعودية وتركيا في تسهيل هذا المسار.
ترحيب الدول العربية بقرار سوريا
بدأت الدول العربية، من قطر والكويت والبحرين والأردن وفلسطين واليمن ولبنان وليبيا وسوريا، في التعبير عن استحسانها لقرار ترامب، الذي يُعتبر خطوة حاسمة نحو استعادة التوازن في المنطقة. على سبيل المثال، أعربت وزارة الخارجية القطرية عن تقديرها لهذه الخطوة، معتبرة إياها دعمًا للاستقرار والازدهار في سوريا، مع الإشادة بجهود السعودية وتركيا، وتأكيد دعم قطر لسيادة سوريا واستقلالها. أما الكويت، فقد رحبت بالإعلان عبر بيان رسمي، مشددة على أهمية هذا القرار في تعزيز التنمية والاستقرار. في البحرين، بعث الملك حمد بن عيسى آل خليفة ببرقية تهنئة إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، ووصف القرار بأنه استجابة لجهود الأمير محمد بن سلمان، معتبرًا إياه خطوة إيجابية لدعم سوريا في مرحلتها الحساسة.
التحولات في الأزمة السورية
بالنسبة للأردن، رأت وزارة الخارجية في هذا القرار فرصة لإعادة البناء في سوريا وفتح آفاق للتعاون الاقتصادي العالمي، مع التركيز على تحقيق الازدهار للشعب السوري. الرئاسة الفلسطينية أعربت عن أملها في أن يساهم رفع العقوبات في استعادة استقرار سوريا ودورها الطبيعي في المنطقة. أما رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام، فقد أبرز التأثيرات الإيجابية على لبنان والمنطقة بأكملها، مع شكره للسعودية على مبادرتها. وزارة الخارجية اليمنية وصفت الخطوة بأنها بادرة مهمة، مشيدة بجهود الرياض، بينما أكدت ليبيا أن هذا القرار يعكس تحولًا نحو إعادة دمج سوريا في السياق الإقليمي والدولي.
أما في سوريا نفسها، فقد رحب وزير الخارجية أسعد الشيباني بالتصريحات الأميركية، معتبرًا إياها خطوة نحو بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل. شكر الشيباني السعودية على جهودها الصادقة، وأكد أن الإدارة السورية الجديدة تتطلع إلى دعم دولي لمواجهة تداعيات عقود من الصراع، بما في ذلك 24 عامًا تحت حكم بشار الأسد. منذ الإطاحة بالنظام السابق في ديسمبر 2024، سعت السلطات السورية إلى رفع العقوبات لتسريع عملية الإعمار، حيث خفضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بعض العقوبات جزئيًا على قطاعات محددة، مما يعزز الأمل في رفع شامل لدفع عجلة التنمية. هذا التحول يمثل نهاية لحقبة طويلة من العزلة، حيث استمرت فصائل سورية في بسط سيطرتها على البلاد، منتهية 61 عامًا من حكم حزب البعث، وأكثر من نصف قرن من حكم أسرة الأسد. في هذا السياق، يُنظر إلى قرار ترامب كفرصة تاريخية لإعادة صياغة مستقبل سوريا، مع دعم دولي متزايد لتحقيق السلام والنمو الاقتصادي، مما يعكس التزام الدول العربية ببناء شراكات إقليمية أكثر تماسكًا.