مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب المقررة إلى الرياض في مايو 2025، يبرز اهتمام متزايد حول دور ابنته إيفانكا ترمب، التي كانت على صلة وثيقة بالشؤون الدبلوماسية خلال فترة رئاسته الأولى. في تلك الفترة، رافقت إيفانكا والدها في رحلاته الرسمية، مما يثير تساؤلات الآن حول ما إذا كانت ستكرر هذا الدور في الجولة الجديدة التي تشمل السعودية وقطر والإمارات.
إيفانكا ترمب في زيارتها السابقة إلى السعودية
في عام 2017، رافقت إيفانكا ترمب والدها الرئيس دونالد ترمب إلى المملكة العربية السعودية خلال زيارته الأولى كرئيس للولايات المتحدة، وكانت تلك الرحلة جزءًا من جهوده لتعزيز العلاقات مع الشرق الأوسط. شاركت إيفانكا في فعاليات بارزة مثل منتدى القمة العربية الإسلامية الأمريكية، حيث ألقت كلمة تركزت على تمكين المرأة، مما جعلها رمزًا للجسر الثقافي بين الولايات المتحدة والسعودية. كانت زيارتها محل جدل واسع، خاصة مع انتشار مقطع فيديو مفبرك زعم أنها أدلت بتصريحات مسيئة، إلا أن هذه الادعاءات تم نفيها بسرعة. من جانب آخر، أشاد الإعلام السعودي بأناقتها ودورها البارز، بينما أثار تكريم بعض العائلات السعودية لها بتسمية أبنائهن على اسمها نقاشات حية حول تأثيرها الثقافي.
زيارة ابنة الرئيس السابق
بعد تلك الزيارة البارزة، شهدت إيفانكا ترمب تحولًا كبيرًا في مسيرتها، حيث تراجع دورها السياسي بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة. كانت قد شغلت منصب مستشارة بيضاء في البيت الأبيض من 2017 إلى 2021، لكنها أعلنت في تصريحات عام 2022 عن رغبتها في الابتعاد تمامًا عن السياسة، متعهدة بعدم العودة إليها. هذا التوجه ظهر واضحًا في حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2024، حيث غابت عن معظم الأحداث ولم تشارك إلا في الظهور الأخير في المؤتمر الوطني الجمهوري. على منصات التواصل الاجتماعي، مثل إنستغرام، ركزت إيفانكا على مشاركة نصائح حياتية وعائلية، دون أي إشارة إلى دعم والدها أو المشهد السياسي، مما يعكس رغبتها في التركيز على حياتها الشخصية في ميامي مع زوجها جاريد كوشنر وأطفالهم الثلاثة.
أما بخصوص الزيارة المرتقبة في 2025، فإن التكهنات تختلف حول احتمالية مرافقتها لوالدها. لم يصدر أي بيان رسمي من البيت الأبيض يؤكد أو ينفي مشاركتها، لكن المصادر الإعلامية تشير إلى أنها قد تفضل البقاء بعيدة عن الأضواء السياسية، مستندة إلى اهتماماتها الحالية بالعائلة والأنشطة الخاصة. ومع ذلك، يرى بعض الخبراء أن حضورها قد يحمل قيمة رمزية، خاصة في سياق تعزيز قضايا تمكين المرأة، التي تتوافق مع أهداف رؤية السعودية 2030. هذا الجوانب يعكس التداخل بين السياسة والتغييرات الاجتماعية في المنطقة، حيث كانت إيفانكا في السابق سفيرة غير رسمية لمبادرات تتعلق بحقوق المرأة، مما قد يجعل عودتها إلى مثل هذه المنصات جذابة للجانبين. في نهاية المطاف، يظل السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت ستختار إيفانكا الالتزام بموقفها المنعزل أم أن الفرصة الدبلوماسية ستجعلها تعيد النظر في دورها، خاصة مع التغييرات السريعة في الشرق الأوسط التي قد تحتاج إلى صوت مثل صوتها لتعزيز الجوانب الإيجابية في العلاقات الأمريكية السعودية.