مجلس الفجيرة يحفز الشباب على دخول عالم الصناعة
في عصرنا الحالي، حيث يشهد العالم تطوراً سريعاً في مجال الصناعة والتكنولوجيا، أصبح تشجيع الشباب على الانخراط في هذه المجالات أولوية رئيسية للدول الناشئة. في الإمارات العربية المتحدة، يبرز مجلس الفجيرة كمؤسسة حكومية رائدة تعمل على تعزيز دور الشباب في قطاع الصناعة. من خلال مبادراته الابتكارية والبرامج التدريبية، يسعى المجلس إلى بناء جيل من الشباب القادر على قيادة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية في الإمارة والدولة بأكملها. في هذه المقالة، نستعرض كيف يحول مجلس الفجيرة الشباب من مجرد متفرجين إلى رواد في عالم الصناعة.
دور مجلس الفجيرة في تعزيز الشباب
يُعد مجلس الفجيرة، الذي يشكل جزءاً من الهيكل الإداري لإمارة الفجيرة، جهةً حكومية مكرسة لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية. تأسس المجلس ليكون جسراً بين الحكومة والقطاع الخاص، مع التركيز على جعل الشباب أساساً للنهضة الصناعية. في ظل رؤية الإمارات 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد بعيداً عن الاعتماد على النفط، يركز المجلس على تدريب الشباب وتأهيلهم للوظائف الصناعية المتنوعة، مثل التصنيع، الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا الرقمية.
يبدأ دور المجلس من خلال فهم التحديات التي يواجهها الشباب، مثل نقص المهارات الفنية أو الفرص التعليمية في مجالات محددة. لذا، أطلق المجلس عدة برامج تدريبية مجانية أو مدعومة، تهدف إلى تزويد الشباب بالمعرفة اللازمة. على سبيل المثال، يشمل ذلك برامج الدورات التدريبية في مجالات الإنتاج الصناعي والإدارة التشغيلية، بالتعاون مع شركات عالمية مثل "أدنوك" و"مصانع الإمارات".
المبادرات الرئيسية لتشجيع الشباب
يتميز مجلس الفجيرة بمبادراته الإبداعية التي تجمع بين التعليم والتطبيق العملي. من أبرز هذه المبادرات:
-
برنامج "الفتيان الصناعيين": هذا البرنامج يستهدف الشباب من سن 18 إلى 35 عاماً، ويوفر تدريباً عملياً في مجالات مثل التصنيع المتقدم والطاقة الشمسية. على مدار ستة أشهر، يشارك المتنفذون في ورش عمل وجولات في المصانع المحلية، مما يمنحهم خبرة حقيقية. وفقاً لتقارير المجلس، أدى هذا البرنامج إلى توظيف أكثر من 200 شاب في شركات صناعية خلال العام الماضي.
-
شراكات مع الجامعات والقطاع الخاص: يعمل المجلس على توقيع اتفاقيات مع جامعات مثل جامعة الفجيرة وجامعة الإمارات، لدمج مناهج دراسية تتضمن تدريباً صناعياً. كما يعقد المجلس معارض ومؤتمرات شهرية، حيث يلتقي الشباب بأصحاب الأعمال لاستكشاف فرص الشراكة. في إحدى الفعاليات الأخيرة، شارك أكثر من 500 شاب، مما أسفر عن إنشاء ستة مشاريع صناعية جديدة بقيمة إجمالية تصل إلى مليون درهم.
- دعم المشاريع الابتكارية: لتشجيع الروح الريادية، يقدم المجلس منحاً مالية ودعماً فنياً للشباب الذين يقدمون أفكاراً مبتكرة في مجال الصناعة. على سبيل المثال، فاز مشروع لإنتاج آلات طاقة شمسية محلية بجائزة من المجلس، مما مكن صاحبه من الوصول إلى سوق إقليمي.
هذه المبادرات ليست مجرد تدريبات، بل هي خطوات استراتيجية لمواجهة تحديات البطالة بين الشباب، حيث أظهرت إحصائيات من هيئة الإحصاءات الإماراتية أن نسبة الانخراط في القطاع الصناعي ارتفعت بنسبة 15% بين الشباب في الفجيرة خلال السنوات الخمس الماضية، جزئياً بفضل جهود المجلس.
أهمية هذه الجهود وتأثيرها على المستقبل
في ختام المطاف، يمثل مجلس الفجيرة نموذجاً مشرفاً لكيفية دعم الحكومات لشبابها في عالم الصناعة المتسارع. من خلال هذه المبادرات، يتمكن الشباب من تحقيق الطموحات الشخصية، كما يساهمون في تنويع الاقتصاد الإماراتي وتعزيز الاستقلالية. كما أكد رئيس المجلس في تصريح له: "الشباب هم المحرك الحقيقي للتنمية؛ ونحن ملتزمون بتوفير الفرص اللازمة ليصبحوا قادة المستقبل".
مع ذلك، يجب على الشباب أنفسهم أن يبادروا بالانضمام إلى هذه البرامج واستغلالها. في ظل التحديات العالمية مثل الركود الاقتصادي، يصبح دعم مجلس الفجيرة بمثابة قوة دافعة لتحقيق الرؤية الوطنية. لذا، ندعو الشباب في الفجيرة وكل الإمارات إلى استكشاف هذه الفرص، فالعالم الصناعي ليس مجرد مهنة، بل هو بوابة للتغيير والابتكار.