تليفزيون اليوم السابع أثار موجة من العواطف عندما استعرض الوصية الأخيرة للفنان أحمد فرحات، التي أبكت الجميع بصدقها وعفويتها. في هذه الوصية، عبر فرحات عن حبه الجارف لمصر، متحدثًا عن تقديره العميق للفن الذي خاض فيه طوال حياته. كما أكد رغبته في أن يتذكره الناس من خلال أعماله الفنية الثرية، داعيًا إلى الترحم عليه بكلمات طيبة. هذا التعبير العفوي عن عواطفه جعل الوصية تأخذ مكانة خاصة في قلوب الجمهور، خاصة مع لقبه الشهير بـ”أكبر طفل في العالم”، الذي كان ينبع من فنون الفكاهة البريئة التي سادت أعماله.
وصية الفنان أحمد فرحات
في الحلقة الأخيرة من برنامج تليفزيون اليوم السابع، والذي يقدمه محمد فتحي عبد الغفار، تم سلط الضوء على تفاصيل وصية أحمد فرحات بطريقة مُؤثرة، مع الغوص في أسرار حياته الشخصية والمهنية. تلخصت الوصية في إصراره على الحفاظ على تراثه الفني كرسالة أبدية للأجيال، حيث عبّر عن أمله في أن يظل حبه للوطن مصدر إلهام. فرحات، الذي قضى جزءًا كبيرًا من حياته في خدمة الفن والأمن القومي، ربط بين تجاربه الشخصية ودوره في بناء الوعي الثقافي. كما ذكر في لقاءات سابقة أنه كان يتعامل مع رؤساء مصر باحترافية عالية، حيث عمل لمدة ثلاثين عامًا في مجال الاتصالات برئاسة الجمهورية، مما منحته فرصة التعامل مع قادة مثل جمال عبد الناصر وأنور السادات، وكان يشير دائمًا إلى الاحترام المتبادل الذي حظي به. هذا الجانب من حياته يعكس كيف دمج بين الالتزام الوطني والإبداع الفني، مما جعل وصيته ليس مجرد كلمات، بل دروسًا حية.
توصيات الفنان ومسيرته الفنية
تعد مسيرة أحمد فرحات قصة إلهامية، حيث بدأت شهرته في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي كواحد من أبرز الأطفال في السينما المصرية. لقب بـ”الطفل المعجزة” و”فصيح السينما” بفضل أدائه البارع في أفلام مثل “سر طاقية الإخفاء”، الذي كان نقطة تحول في مسيرته. ومع ذلك، أثرت نكسة عام 1967 عليه بشكل كبير، مما دفعه للتوقف عن التمثيل والاتجاه نحو مجال الاتصالات كمهندس في رئاسة الجمهورية، حيث ساهم في تأمين الاتصالات الحساسة لمدة ثلاثة عقود. هذه الفترة لم تكن مجرد وظيفة، بل كانت فرصة ليكتسب تجارب غنية ساهمت في تشكيل شخصيته. بعد سنوات من الغياب، عاد فرحات إلى التمثيل في عام 2012، متحديًا الزمن من خلال أدواره في أعمال تلفزيونية بارزة مثل “عيلة في مهمة رسمية”، “أم الصابرين”، “كيلو بامية”، “العيلة دي”، وفيلم “نص يوم” عام 2021. هذه العودة أكدت موهبته الدائمة وقدرته على إثارة الضحك بطريقة عفوية، مما جعل أعماله تظل حية في الذاكرة الجمعية. أما حياته الشخصية، فقد شهدت تعقيداتها من خلال زيجاته الثلاث، دون أن يُرزق بأطفال، مما جعله يركز أكثر على تركه إرثًا فنيًا يتجاوز الحدود الشخصية. في النهاية، تعكس توصيات فرحات ومسيرته الفنية رسالة واضحة عن الإخلاص للوطن والفن، مما يجعلها مصدر إلهام للأجيال الجديدة، خاصة في عصرنا الحالي حيث يسعى الفنانون للتوفيق بين الالتزامات المهنية والإبداعية. هذا الإرث يذكرنا بأهمية الحفاظ على الهوية الثقافية المصرية في مواجهة التغييرات.