أعلنت وزارة النقل والخدمات اللوجستية في المملكة العربية السعودية عن جاهزيتها التامة لاستقبال حجاج بيت الله الحرام خلال موسم حج 1446هـ. هذا الاستعداد يعتمد على منظومة متكاملة تجمع بين التنسيق الفعال مع مختلف الجهات المعنية في مجالات النقل الجوي، البحري، البري، والسككي، لضمان تقديم خدمات عالية الجودة تناسب مكانة المملكة في خدمة الحرمين الشريفين.
استعدادات الحج 1446هـ في المملكة
أكدت الهيئة العامة للطيران المدني أنها خصصت أكثر من 3 ملايين مقعد للحجاج من الداخل والخارج عبر الرحلات العادية والمبرمجة في مراحل الوصول والمغادرة. كما تم تكثيف الرقابة على تطبيق معايير الأداء والجودة من قبل المطارات والناقلات، بالإضافة إلى مراقبة جودة الخدمات المقدمة. من جانبها، أعلنت شركة مطارات القابضة عن إكمال استعداداتها من خلال تسخير ستة مطارات رئيسية، بما في ذلك مطار الملك عبدالعزيز في جدة ومطار الملك خالد في الرياض، مع توفير 11 صالة سفر وأكثر من 18 ألف موظف. تتضمن الخدمات الجديدة مثل “مسافر بلا حقيبة”، التي تسمح بإنهاء الإجراءات من مكان الإقامة وشحن الأمتعة مسبقًا، إلى جانب شحن عبوات زمزم.
أما شركات الطيران، فقد أكدت الخطوط السعودية توفير أكثر من مليون مقعد عبر أكثر من 2000 رحلة بأسطول يتكون من 158 طائرة، لخدمة حجاج العالم. كذلك، أعلنت شركة طيران ناس عن نقل أكثر من 120 ألف حاج عبر 294 رحلة من 15 وجهة دولية، مع التركيز على أعلى معايير الراحة والانسيابية. في قطاع النقل البري، جهزت الهيئة العامة للنقل أكثر من 25 ألف حافلة و9 آلاف سيارة أجرة، مع نشر 180 مشرفًا في 20 موقعًا حول مداخل مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، لضمان الالتزام بمعايير السلامة والجودة.
بالنسبة للطرق، أكدت الهيئة العامة للطرق إنجاز صيانة لأكثر من 7400 كيلومتر من الطرق المؤدية إلى المشاعر المقدسة، بالإضافة إلى فحص 247 جسرًا وتوفير أكثر من 300 مراقب مع استخدام تقنيات متقدمة للرصد. أما في مجال النقل السككي، فقد جهزت الخطوط الحديدية السعودية أكثر من 2000 رحلة لقطار المشاعر لنقل أكثر من مليوني راكب بين منى، مزدلفة، وعرفات، إلى جانب قطار الحرمين السريع الذي يعمل بسرعة 300 كيلومتر في الساعة ويربط بين مكة والمدينة عبر محطات متقدمة، بما في ذلك محطة مطار الملك عبدالعزيز. في النقل البحري، أكدت الهيئة العامة للموانئ جاهزيتها لاستقبال حوالي 5 آلاف حاج عبر ميناء جدة الإسلامي، بمساعدة 436 موظفًا لتنظيم الإجراءات اللوجستية.
أما البريد السعودي، فقد أعلن عن تخصيص فترة عمل مدتها شهرين لخدمة الحجاج، مع تشغيل 5 عربات SPL GO و62 سيارة لنقل الطرود، إلى جانب 16 دراجة نارية و44 سكوتر، بالإضافة إلى 57 منفذ بيع يعمل على مدار الساعة. في القطاع الصحي، يوفر البريد 16 سكوتر و3 دراجات نارية و35 سيارة مبردة لنقل العينات البيولوجية، مع الالتزام بأهداف رؤية المملكة 2030 لتحسين تجربة الزوار. أخيرًا، أكد المركز الوطني لسلامة النقل بدء تنفيذ خطته التشغيلية منذ 20/8/1446هـ، مع تسخير الإمكانات لمواجهة الحوادث في جميع أنماط النقل على مدار الساعة، بالتعاون مع الجهات ذات الصلة.
خدمة ضيوف الرحمن
يبرز هذا الاستعداد الشامل التزام المملكة بتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، حيث يغطي جميع جوانب التنقل لضمان راحة الحجاج وسلامتهم. من خلال التكامل بين الجهات الحكومية، يتم التركيز على تحسين الجودة والكفاءة، مما يعزز من تجربة الحجاج خلال موسم حج 1446هـ. هذه الجهود تشمل مراقبة دقيقة وتقنيات حديثة لتسهيل الرحلات الجوية، البرية، السككية، والبحرية، مع النظر في الجوانب البيئية والصحية، ليصبح الحج تجربة آمنة ومريحة تتسم بالاحترافية العالية. بشكل عام، تعكس هذه الاستعدادات التزام المملكة بتعزيز دورها كحارس للأماكن المقدسة، مما يضمن نجاح الموسم وارتفاع مستوى الخدمات لملايين الزوار.