اشتُهر الفنان المصري إدوارد بأدواره الكوميدية الخفيفة، لكنه أثبت هذا العام قدرته على تجاوز الحدود المعتادة من خلال تقديم أدوار درامية عميقة تجمع بين الشر الحاد والكوميديا الدقيقة. في موسم رمضان، برع في تجسيد شخصيتي “بوشكاش” و”دياب”، حيث أثار إعجاب الجمهور بقدرته على التحول الكامل، مما جعله ينتقل من كون شخصية مكروهة إلى أخرى محترمة في مسلسلي “إش إش” و”في لحظة”.
إدوارد وتحديات الأدوار الدرامية
كشف إدوارد في حوار خاص أن تقديم هذين الدورين كان تحدياً كبيراً، حيث نجح في الفصل بينهما بسلاسة. الدور الأول، “بوشكاش” في مسلسل “إش إش”، يمثل عالماً مختلفاً تماماً عن “دياب” في “في لحظة”، سواء في الطبقة الاجتماعية أو المظهر الخارجي. بدأ بتصوير “إش إش” ثم انتقل مباشرة إلى الآخر بعد يومين فقط، محاولاً تحدي نفسه بتقديم أدوار متنوعة تناسب تطور مسيرته الفنية. الترشيح لشخصية “بوشكاش” جاء من المخرج محمد سامي في مايو الماضي، وكان إدوارد متردداً في البداية بسبب طبيعة الشخصية الشريرة التي تخلط بين الضحك والجدية.
أقنعه سامي بأن هذا الدور سيكون مفصلياً في مسيرته، مما دفع إدوارد للموافقة فوراً. التحضيرات للشخصية لم تكن معقدة جداً، إذ كان سامي قد رسم تفاصيلها مسبقاً، بما في ذلك الملابس، طريقة الكلام، تعابير الوجه، وأسلوب المشية. حتى أنه طلب من إدوارد إطلاق شعره وذقنه، بالإضافة إلى إضافة مواد لتغيير مظهر أسنانه. أما بخصوص خسارة الوزن، فقد كان قراراً شخصياً ليتناسب مع طبيعة الدور، حيث يتعلق “بوشكاش” بمواد مخدرة أدت إلى إنقاص 15 كيلوغراماً عبر نظام غذائي صارم.
الفنان إدوارد وتفاعل الجمهور
عانى إدوارد من مخاوف حول كره الجمهور له بسبب شخصية “بوشكاش”، لكنه كان يتوقع الجدل الذي أثارته. تلقى تعليقات مضحكة، مثل طلبات إرجاع أموال افتراضية لشخصيات أخرى في العمل، أو وصف الشخصية بالانتهازية. أسرته فوجئت أيضاً بالتحول الدرامي، خاصة زوجته التي أكدت أن المظهر الغريب سيصدم الجميع. مشهد الضرب في المسلسل كان من أبرز النقاط، وكان تصويره صعباً لضمان السلامة، لكن سامي دفع الفريق لتقديمه بطريقة طبيعية.
التعاون مع سامي كان إيجابياً، رغم سمعه بالصعوبة، إذ ليس هذا العمل الأول الذي يجمع بينهما. إدوارد يدافع عن سامي، مشيراً إلى أن دقته تجعل الأعمال ناجحة دائماً. أما بخصوص اعتزال سامي للدراما، فإنه يأمل في تراجعه، معتبراً إياه واحداً من أبرز المخرجين. بعد نجاح “بوشكاش”، سيتغير اختيار إدوارد للأدوار، حيث لن يقبل إلا بما يضيف جدة، وهو يرفض فكرة تقديم برامج المقالب لأنها لا تتناسب مع أسلوبه، مع الإعتراف بإبداع رامز جلال في هذا المجال.
أيضاً، يرفض إدوارد الأدوار البطولية المطلقة، فهو يرى أن الأدوار الثانوية تحقق له البطولة الحقيقية من خلال التألق. فيما يتعلق بالتطور الثقافي في المملكة العربية السعودية، يعبر عن سعادته بالخطوات الداعمة للفنون، مستذكراً إعجابه بحفل “جوى أواردز”. أما أعماله القادمة، فيشارك في فيلم “فار بـ7 أرواح” خلال عيد الفطر، ويحضر لأغنية جديدة مع مطرب مفاجئ في فصل الصيف. هذه الخطوات تعكس تطور إدوارد كفنان متعدد الجوانب، يسعى دائماً للابتكار والتجديد في عالم الفن.