في عام 2024، ساهمت الأفلام المصرية بشكل كبير في ديناميكية سوق السينما السعودية، حيث حصلت على نسبة لافتة من الإيرادات، مما يعكس الرواج المتزايد للإنتاجات السينمائية العربية في المنطقة. هذا التواجد يبرز كدلالة على الذوق الفني المتنوع للجمهور السعودي، الذي يقبل على الأفلام التي تجمع بين العناصر الثقافية المحلية والعالمية.
الأفلام المصرية في إيرادات السينما السعودية
تشير الإحصائيات إلى أن السينما السعودية حققت خلال عام 2024 إجمالي إيرادات بلغت 845.6 مليون ريال سعودي، أو ما يعادل حوالي 225.42 مليون دولار أمريكي، مع بيع أكثر من 17.5 مليون تذكرة. وفقاً للبيانات، بلغ متوسط سعر التذكرة 48.2 ريال، أو نحو 12.85 دولار أمريكي، بينما تم عرض 504 فيلم في السينمات المحلية، تشمل 17 فيلماً سعودياً. من هذه الإيرادات العامة، سيطرت الأفلام الأمريكية على الحصة الأكبر بنسبة 58.5%، من خلال 180 فيلماً، بينما أصبحت الأفلام المصرية في المرتبة الثانية بنسبة 25.1% من الإيرادات، مستندة إلى 45 فيلماً. هذا يؤكد على قوة الإنتاج السينمائي المصري في جذب الجمهور، رغم المنافسة الشديدة من الإنتاجات الدولية. أما الأفلام السعودية، فقد سجلت نسبة 7.8% مع 17 فيلماً، في حين بلغت حصة الأفلام الهندية 3.97% عبر 109 أفلام. كما توزعت النسب الباقية بين إنتاجات أخرى مثل اليابانية والبريطانية والفرنسية والروسية، مما يعكس تنوع الخيارات المتاحة للجمهور.
حصة الإنتاجات السينمائية المصرية في السوق
عند النظر إلى الأداء الفعلي للأفلام، يبرز كيف أن الإنتاجات المصرية ليست فقط مساهمة اقتصادية بل أيضاً ثقافية. على سبيل المثال، في قائمة الأفلام الأكثر نجاحاً في السعودية، يتصدر فيلم Bad Boys: Ride Or Die مع إيرادات تجاوزت 88.1 مليون ريال، بعد بيع حوالي 1.7 مليون تذكرة. يليه فيلم “ولاد رزق 3” المصري بإيرادات بلغت 39.9 مليون ريال، ثم “جوازة توكسيك” الذي حقق 29.8 مليون ريال. هذه الأرقام تظهر أن الأفلام المصرية قادرة على المنافسة مع الإنتاجات العالمية المعروفة، مثل Inside Out 2 الذي جمع 29.2 مليون ريال. هذا النجاح يرجع جزئياً إلى الجودة الفنية والقصص التي تتناول مواضيع تهم الجمهور العربي، مما يعزز من شعبيتها ويساهم في تعزيز التبادل الثقافي بين مصر والسعودية. في الواقع، يمكن القول إن هذه الحصة السوقية تعكس اهتماماً متزايداً بالأفلام التي تتعامل مع قضايا اجتماعية وثقافية محلية، مما يدفع صناع السينما المصرية إلى استثمار المزيد في هذا السوق الناشئ. بالإضافة إلى ذلك، يساعد انتشار السينمات في المملكة العربية السعودية في تسهيل وصول هذه الأفلام إلى العدد الأكبر من الجمهور، مما يعزز من إيراداتها ويفتح فرصاً جديدة للتعاون بين المنتجين المحليين والإقليميين. هذا التدفق الإيجابي في سوق السينما يعد مؤشراً على نمو صناعة ترفيهية مزدهرة، حيث تستمر الأفلام المصرية في تحقيق علامات بارزة في المنافسة العالمية.