منظومة النقل والخدمات اللوجستية تتأهب بالكامل لموسم الحج 1446.. استعدادات سعودية متكاملة

أعلنت وزارة النقل والخدمات اللوجستية في المملكة العربية السعودية عن جاهزيتها التامة لاستقبال حجاج بيت الله الحرام خلال موسم حج 1446. هذه الجهود تشمل تنسيقًا شاملاً وفعالًا مع مختلف الجهات ذات الصلة في مجالات النقل الجوي، البحري، البري، والسككي، لتوفير خدمات متميزة تتناسب مع مكانة المملكة في خدمة الحرمين الشريفين، مما يعزز تجربة الزوار ويحقق أهداف رؤية 2030.

جاهزية وزارة النقل لموسم حج 1446

في إطار التحضيرات الشاملة، أكدت الهيئة العامة للطيران المدني استعدادها لاستقبال حجاج الداخل والخارج، حيث خصصت أكثر من 3 ملايين مقعد عبر الرحلات العادية والخاصة في مراحل الوصول والمغادرة. تهدف هذه الجهود إلى ضمان تطبيق أعلى معايير الأداء والجودة من قبل مطارات الناقلات، مع تكثيف الرقابة لمراقبة جودة الخدمات. أما الخطوط السعودية، فقد أعلنت عن توفير أكثر من مليون مقعد وأكثر من 2000 رحلة باستخدام أسطول يتكون من 158 طائرة، مما يتيح تسهيل انتقال الحجاج من جميع أنحاء العالم بكفاءة عالية.

في قطاع النقل البري، جهزت الهيئة العامة للنقل أكثر من 25 ألف حافلة و9 آلاف سيارة أجرة، بالإضافة إلى نشر 180 مشرفًا عملياتيًا في 20 موقعًا حول مداخل مكة المكرمة، المدينة المنورة، والمشاعر المقدسة. هذه الخطة تشمل مراقبة صارمة لمعايير السلامة والجودة، بما يضمن ارتفاع معدلات الامتثال. كذلك، أحرزت الهيئة العامة للطرق إنجازات في صيانة أكثر من 7400 كيلومتر من الطرق المؤدية إلى المشاعر المقدسة، إلى جانب فحص وصيانة 247 جسراً، مع توفير أكثر من 300 مراقب واستخدام تقنيات حديثة للرصد والمتابعة، مما يضمن أمان الرحلات البرية.

أما النقل السككي، فقد أعدت الخطوط الحديدية السعودية أكثر من 2000 رحلة لقطار المشاعر المقدسة، الذي يمكنه نقل أكثر من مليوني راكب بين منى، مزدلفة، وعرفات. كذلك، يعمل قطار الحرمين السريع، الذي يُعد من أسرع 10 قطارات عالميًا بسرعة 300 كيلومتر في الساعة، باستخدام 35 قطارًا كهربائيًا صديقًا للبيئة، حيث يربط بين مكة والمدينة عبر محطات رئيسية، بما في ذلك محطة مطار الملك عبدالعزيز الدولي، وهي من أكبر المحطات المتصلة بالمطارات عالميًا.

في مجال النقل البحري، أكدت الهيئة العامة للموانئ جاهزيتها بتخصيص 436 موظفًا لاستقبال حوالي 5 آلاف حاج عبر ميناء جدة الإسلامي، مع تنظيم الإجراءات اللوجستية لتحسين التدفق والخدمات. بالإضافة إلى ذلك، أعلن البريد السعودي عن تخصيص فترة عمل مدتها شهرين، من 15 ذي القعدة إلى 15 محرم، بتشغيل 5 عربات SPL GO، 62 سيارة لنقل الطرود، 16 دراجة نارية، و44 سكوترًا، إلى جانب إعداد 57 منفذ بيع لتلبية احتياجات الحجاج على مدار الساعة. في القطاع الصحي، يوفر البريد 16 سكوترًا و3 دراجات نارية و35 سيارة مبردة لنقل العينات البيولوجية والمواد الطبية بكفاءة، مع التزام بتعزيز رؤية 2030 من خلال تحسين تجربة ضيوف الرحمن.

أما المركز الوطني لسلامة النقل، فقد بدأ تنفيذ المرحلة الأولى من خطته التشغيلية اعتبارًا من 20 أغسطس 1446، بتخصيص جميع الإمكانات البشرية والفنية للاستجابة للحوادث في جميع أنماط النقل على مدار الساعة. ستتبعها المرحلة الثانية من المشاعر المقدسة اعتبارًا من 4 ديسمبر 1446 حتى 13 ديسمبر 1446، بالتعاون مع جميع القطاعات ذات الصلة. كل هذه الجهود تأتي ضمن توجيهات الدعم الكريم ومساعي المملكة المستمرة لتطوير تجربة الحاج، مما يعكس التزامها بتحقيق أعلى معايير الخدمة منذ وصول الحجاج وحتى مغادرتهم.

تحضيرات منظومة الخدمات اللوجستية لضيوف الرحمن

تعكس هذه التحضيرات المتكاملة التزام المملكة بتقديم خدمات آمنة وفعالة، حيث يتم دمج التقنيات المتقدمة مع التنسيق بين الجهات الحكومية لضمان سير العمليات بسلاسة. من خلال هذا النهج، يتم تعزيز القدرة على استيعاب ملايين الحجاج، مع التركيز على الجودة والابتكار، ليصبح موسم الحج نموذجًا عالميًا في الخدمات اللوجستية. هذه الجهود ليس فقط تلبي احتياجات الحجاج فور وصولهم، بل تضمن أيضًا تسهيل رحلاتهم الداخلية والخارجية، مما يعزز سمعة المملكة كوجهة آمنة ومتميزة. بفضل هذه الاستراتيجيات، يتم تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق أهداف رؤية 2030 في مجال الخدمات العامة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *