أوضح النائب أحمد الخير، عضو تكتل “الاعتدال الوطني”، أن سفير المملكة العربية السعودية في لبنان، الدكتور وليد بخاري، أكد له خلال لقاء جمع بينهما صباح اليوم، أن موقف السعودية يتمثل في رفض التدخل في الانتخابات البلدية، سواء في العاصمة بيروت أو غيرها. هذا التوضيح يأتي رداً على الادعاءات المستمرة التي تحاول جر اسم المملكة إلى هذا الاستحقاق الانتخابي لتحقيق أهداف سياسية أو حزبية على حساب مصالحها الفعلية، مما يؤكد التزامها بالحياد والدعم للإصلاح في لبنان.
الانتخابات البلدية في لبنان
في سياق هذه التصريحات، شدد الخير، خلال حواره مع “قناة الجديد” عبر منصة “زووم”، على أن السفير بخاري نفى بشكل قاطع أي دعم سعودي لقوائم انتخابية معينة أو معارضة أخرى، معتبراً ذلك افتراءً يتنافى مع موقف المملكة الداعم لعملية الإنقاذ والإصلاح في لبنان. بحسب الخير، فإن الاهتمام الرئيسي للسعودية يركز على انتخاب شخصيات كفوءة لم تشتبك مع منظومة الفساد السياسي أو المالي، مع التماهي مع رؤية رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، والحكومة بقيادة الرئيس نواف سلام، لتعزيز مشروع الإصلاح الشامل. هذا النهج يعكس رغبة السعودية في دعم بناء دولة قوية ومستقرة في لبنان، بعيداً عن أي تدخلات يمكن أن تعيق هذه العملية.
بالإضافة إلى ذلك، تحدث الخير عن الانتخابات البلدية في منطقة المنية، حيث أكد أنه كممثل للمنطقة في البرلمان، يتبنى نهجاً جديداً يركز على التنمية المحلية دون صبغة سياسية. في هذا السياق، وصف الخيارات أمام أهالي المنية بأنها تتضمن خياراً جديداً يمثله هو، يهدف إلى تقديم صورة مغايرة للعمل البلدي عن ما كان سائداً سابقاً، مقابل خيار آخر يعيد تكرار التحالفات القديمة التي جمعت بين أشخاص مثل كمال الخير وعثمان علم الدين وكاظم الخير، بالإضافة إلى بعض الأحزاب الشيوعية والأخرى. هذا الدعم، وفقاً للخير، يأتي بدعم مرشح لرئاسة البلدية في المنية، وهو توفيق زريقة، الذي أكد عليه أن يكون رئيساً للبلدية لمدة ست سنوات بالكامل، مع تشكيل فريقه دون أي محاصصة أو زبائنية، لضمان التركيز على المصالح المحلية والتنمية الحقيقية.
الاستحقاقات الانتخابية المحلية
من جانب آخر، يبرز هذا الاستحقاق الانتخابي كفرصة ديمقراطية حقيقية، حيث أكد الخير أنه كعضو برلماني عن المنية، يسعى للتعاون مع جميع الأطراف لتحقيق أفضل النتائج لسكان المنطقة. في ختام حديثه، شدد على أن يد التعاون ممدودة لكل من يفوز في هذه الانتخابات، من أي خلفية كانت، طالما أن ذلك يخدم مصلحة أهل المنية ويسهم في بناء مستقبل أفضل. هذا النهج يعكس أهمية الاستحقاقات الانتخابية في تعزيز الديمقراطية والإصلاح، مع التركيز على تحقيق التوازن بين الحياد الخارجي، مثل موقف السعودية، والجهود المحلية للنهوض بالمجتمعات. في الوقت نفسه، يشكل هذا الاستحقاق فرصة لإبراز الوجوه الجديدة التي تركز على الكفاءة والشفافية، مما يساهم في تعزيز ثقة المواطنين بالعملية الانتخابية ويفتح الباب لمزيد من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية. بالتالي، يمكن أن يكون هذا الانتخاب البداية لمرحلة جديدة في لبنان، حيث يتجاوز الجميع الخلافات السياسية لصالح التنمية المستدامة والاستقرار، مع الاستفادة من الدعم الدولي الذي يركز على المبادئ الأساسية للإصلاح.