أعلنت الهيئة العامة للأوقاف عن نجاح حملاتها المكثفة في استعادة أصول أوقاف كانت مجهولة، حيث تجاوزت قيمتها الإجمالية أكثر من 700 مليون ريال سعودي خلال الفترات الماضية. هذا الإنجاز يعود إلى الجهود الجماعية التي ساهمت فيها الأفراد والمجتمع بشكل فعال، مما أدى إلى تعزيز الوعي والالتزام بالحفاظ على هذه الأصول. كما تم منح مكافآت مالية للمبلغين عن هذه الأوقاف، حيث بلغ إجمالي المبالغ المصروفة حوالي 12 مليون ريال، لتشجيع المزيد من المشاركة المجتمعية في هذا المجال.
إحياء الأوقاف المهملة
في سياق دعوتها المستمرة، تجدد الهيئة دعوة جميع المواطنين والمقيمين للمساهمة في إحياء وصيانة حقوق الأوقاف من خلال الإبلاغ عن أي أصول غير معروفة أو غير مدروسة بشكل نظامي. وهذا يتيح للجميع المشاركة في عملية حماية هذه التركات التاريخية، حيث أصبحت منصة “أوقاف” الرقمية هي القناة الرسمية والمريحة لتقديم البلاغات عبر الإنترنت. هذه المنصة تسهل الإجراءات بشكل كبير، مما يعزز الشفافية، ويضمن حماية حقوق الأوقاف، ويحسن من آليات الرقابة، مع الحرص على أن تكون عملية الإبلاغ آمنة وسريعة لكل مستخدم.
بالإضافة إلى ذلك، تساهم هذه الخدمة الرقمية في تحقيق أهداف أعلى، مثل ضمان استمرارية الأوقاف وتطويرها، مما يعود بالفائدة على المجتمع ككل. تشمل هذه الفوائد تعزيز الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية، حيث يتم تشجيع الناس على استخدام المنصة من خلال نظام المكافآت المالية، الذي يمنح بعد التأكيد على صحة البلاغ وإثبات الوقفية. هذا النهج ليس فقط يحمي التراث، بل يعزز ثقافة المسؤولية المجتمعية تجاه الممتلكات العامة.
تعزيز الوقف الرقمي
تؤكد الهيئة أن الخدمات الرقمية تمثل خطوة حاسمة في دعم التنمية الشاملة للأوقاف، حيث تساعد في الحفاظ على حقوقها وضمان استمرارها، مما يعزز تأثيرها الإيجابي على المجتمع. من خلال هذه الآليات، يتم تسهيل عمليات الإبلاغ والمتابعة، ويتم ضمان أن يصل الوقف إلى أهدافه الأصلية بكفاءة أعلى. هذا يتزامن مع جهود التحول الرقمي في المملكة، حيث تسعى الهيئة إلى تحقيق ما تتطلبه رؤية 2030 من خلال تقديم حلول رقمية متطورة تلبي أعلى المعايير، مما يجعل الوصول إلى الخدمات أسهل وأكثر أمانًا للمستفيدين. بالتالي، يُشجع كل فرد على الاستفادة من هذه الأدوات لتعزيز دور الوقف في بناء مجتمع أكثر تماسكًا واستدامة، مع التركيز على كيفية دمج التكنولوجيا في حماية الإرث الثقافي والاقتصادي. إن هذه الجهود ليس فقط تكافئ المشاركين، بل تعزز الشعور بالانتماء والمسؤولية تجاه الإرث الوطني، مما يساهم في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.