رصدت اليوم تفاعل الأطفال مع حرفة صناعة الفخار، حيث أظهروا حماسًا كبيرًا وفرحًا أثناء ممارسة هذه الأعمال اليدوية التراثية. كانت هذه التجربة جزءًا من ورش عمل تفاعلية نظمتها هيئة التراث في مدينتي جدة والخبر، ضمن احتفالات عام الحرف اليدوية 2025، التي شملت أيضًا فعاليات لصناعة المشغولات الخشبية. الأطفال شاركوا بنشاط في هذه الورش، مما ساهم في تعزيز هويتهم الثقافية والوطنية، حيث تعلموا قيم الصبر والإبداع من خلال هذه الحرفة التقليدية. المتخصصة في المجال، هبة مرعي، التي تتمتع بخبرة عميقة بفضل دراستها في جامعة هاورد، أبرزت كيف تساعد صناعة الفخار في تطوير المهارات النفسية والإبداعية، مثل تقليل التوتر والتحفيز على الصبر والابتكار.
صناعة الفخار
في هذه الورش، لفت الأطفال انتباهًا كبيرًا إلى مراحل صناعة الفخار، حيث يبدأ العمل بالطين السائل السهل التشكيل، سواء باليد أو بواسطة العجلة. تأخذ عملية التجفيف عدة أيام، تليها مراحل الحرق عند درجات حرارة عالية لتعزيز التماسك، ثم التلوين والحرق النهائي لضمان الجودة. هذه الخطوات ليست مجرد تقنيات، بل تمثل طريقة لتعزيز التراث الثقافي ونقل المهارات من جيل إلى آخر، مما يعزز الشعور بالانتماء والرضا الشخصي. الأطفال لم يقتصر نشاطهم على التعلم فقط، بل عبروا عن إعجابهم الشديد، حيث ساعدتهم التجربة في اكتشاف مواهبهم الفنية وتطوير قدراتهم الإبداعية.
فنون الحرف اليدوية
من جانب الأطفال، شكلت هذه الورش تجربة ممتعة وتعليمية، فالطفلة سيلين، البالغة من العمر سبع سنوات، أعربت عن حماسها الكبير عند ملامسة الطين وتلوينه، حيث اختارت تصميم زخرفة على شكل كرز وسطح مقتنع بأنها ستهدي هذا العمل لوالدتها لمشاركة الأفكار حول الأشكال والألوان. أما الطفلة ليال، البالغة خمس سنوات، فقد لونت صحنًا فخاريًا بلونها المفضل، الوردي، ووصفت التجربة بأنها ذكرى جميلة ستحتفظ بها. في السياق العام، ساعدت هذه الفعاليات في تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على التراث، حيث أدت إلى تعزيز الروابط الأسرية والمجتمعية من خلال تشجيع الأطفال على المشاركة النشيطة. الحرف اليدوية مثل صناعة الفخار ليست مجرد هواية، بل تمثل جزءًا أساسيًا من الهوية الثقافية، حيث تُعلم الأجيال الصغيرة قيم الإبداع والصبر في عالم يتسارع فيه الإيقاع. من خلال هذه الورش، أصبحت الحرفة وسيلة للترفيه والتعليم، مما يعزز من الثقة الذاتية للأطفال ويفتح أبوابًا لمهارات جديدة. في نهاية المطاف، تظهر هذه التجارب كيف يمكن للفنون اليدوية أن تكون أداة فعالة للنمو الشخصي، حيث جمعت بين المتعة والتعلم في بيئة داعمة.