في ظل الجهود المستمرة لتسهيل رحلة الحجاج نحو بيت الله الحرام، أعلنت الهيئة المختصة بتفاصيل خطتها الشاملة لعام 2025، التي تشمل تنظيم رحلات جوية وبرية آمنة ومريحة. هذه الخطة تأتي انطلاقًا من التزام الهيئة بضمان وصول الحجاج بكل سلاسة، مع التركيز على الجوانب الأمنية والخدمية لتعزيز تجربة الحج.
انطلاق رحلات الحج الجوية لعام 2025
ستشهد الساحة الجوية للحج تطورًا ملحوظًا هذا العام، حيث حددت الهيئة يوم الخميس 8 مايو 2025 كموعد لانطلاق أولى الرحلات الجوية للحجاج نحو مطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة. هذا الإعلان يعكس الترتيبات الدقيقة التي تم وضعها لتلبية احتياجات الحجاج العراقيين، فالتفويج الجوي سيكون عبر المطارات الستة في العراق، وهي مطار بغداد، مطار النجف الأشرف، مطار البصرة، مطار أربيل، مطار السليمانية، ومطار كركوك. هذه الخطة تهدف إلى تسهيل التنقل للآلاف من الحجاج من مختلف المحافظات، بما في ذلك أولئك القادمين من إقليم كردستان، مما يضمن توفير خيارات نقل فعالة ومتوازنة. بالإضافة إلى ذلك، تم التركيز على تحسين الإجراءات التشغيلية لتلك الرحلات، حيث يتم التنسيق مع الجهات المعنية لضمان الالتزام بالقوانين الجوية وبروتوكولات السلامة، مما يعزز من ثقة الحجاج في الرحلة بأكملها.
تنظيم التفويج البري واستعدادات الهيئة
بالنسبة للجانب البري، أشارت الهيئة إلى أن مغادرة أولى قوافل الحجاج ستكون من منفذ عرعر الحدودي اعتبارًا من يوم الخميس 15 مايو 2025، مما يوفر خيارًا إضافيًا لأولئك الذين يفضلون التنقل البري. في هذا السياق، تم تهيئة حافلات سياحية حديثة ومكيفة لنقل الحجاج مباشرة من محافظاتهم المختلفة، بما في ذلك إقليم كردستان، نحو مكة المكرمة وبيت الله الحرام. هذه الحافلات ليست مجرد وسيلة نقل عادية، بل تم تصميمها لتوفير مستوى عالٍ من الراحة، مع مراعاة الاحتياجات الأمنية والصحية للحجاج، مثل تجهيزها بمقاعد مريحة، نظم تكييف متقدمة، وإمكانية الوصول السهل للكبار في السن. كما أكدت الهيئة أنها أنهت جميع الاستعدادات اللازمة لإنجاح هذه الخطة، بما في ذلك الترتيبات الأمنية الشاملة التي تشمل تعزيز الدوريات على الحدود، وتقديم خدمات الدعم مثل الإسعافات الطبية والمساعدة اللوجستية على طول الطريق. هذا الجهد المنظم يعكس التزام الهيئة بتقديم تجربة حج آمنة ومتميزة، مع الاستفادة من الدروس المستمدة من السنوات السابقة لتجنب أي عقبات محتملة.
في الختام، تبرز هذه الخطة كانعكاس للجهود الدؤوبة للهيئة في تعزيز التنسيق بين الجهات المعنية، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، لضمان وصول الحجاج بأمان إلى موعدهم الروحي. من خلال دمج التقنيات الحديثة مع الخطط اللوجستية الدقيقة، يصبح الحج لعام 2025 تجربة أكثر كفاءة وارتياحًا، مما يدعم أهداف الزيارة الدينية كأمر يعزز الوحدة والسلام بين الأمم. كما أن هذه الترتيبات تؤكد على أهمية التعاون الإقليمي، خاصة مع الجانب العراقي، لتحقيق رؤية شاملة تساهم في تعزيز الروابط الثقافية والدينية. بفضل هذه الاستعدادات الشاملة، يتوقع أن يشهد عام 2025 زيادة في عدد الحجاج المشاركين، مع الحرص على الالتزام بالممارسات المستدامة التي تحافظ على البيئة المقدسة في مكة والمدينة المنورة.