مشروع ذا لاين
منذ كشفه الدراماتيكي عام 2021، أصبح مشروع ذا لاين في السعودية رمزًا للتطوير الحضري الناجح في القرن الحادي والعشرين. في صحراء تبوك، تبدأ هذه الرؤية المستقبلية في الظهور على أرض الواقع، حيث يتجه المشروع نحو إكمال الجزء الأول الذي يمتد لخمسة كيلومترات بحلول عام 2030، مع خطط لإنهاء المشروع الكامل بحلول عام 2045. هذه المدينة العمودية الضخمة، التي تبلغ طولها 170 كيلومترًا وارتفاعها 500 متر، تقدم نهجًا ثوريًا للحياة الحضرية. يركز على إزالة السيارات والشوارع التقليدية، مستبدلًا إياها بنظام نقل مدعوم بالذكاء الاصطناعي، وبنية تحتية متراكمة متناغمة مع الطبيعة، مما يعزز الاستدامة ويقلل من التأثير البيئي. صُممت المدينة لتكون خالية من الزحام، حيث تصل جميع الخدمات الأساسية في غضون خمس دقائق سيرًا على الأقدام، مع الاستفادة من الطاقة المتجددة والتصاميم العاكسة المستوحاة من الطبيعة لتعزيز جودة الحياة.
المدينة العمودية
تُمثل ذا لاين نموذجًا متقدمًا للمدن المستقبلية، حيث بدأت أعمال البناء أواخر عام 2022 بغرس أكثر من 4500 ركيزة لتشكيل الأساسات الهيكلية. شركاء التصميم مثل Delugan Meissl Associated Architects وGensler، بالإضافة إلى مستشاري البنية التحتية مثل Mott MacDonald، يعملون على تنفيذ المرحلة الأولى مع التركيز على الاستدامة والوحدات النمطية. من بين الميزات البارزة، تبرز Hidden Marina، وهي منطقة واجهة بحرية عملاقة بارتفاع 500 متر، مصممة لاستيعاب 200 ألف ساكن مع مرافق تجارية وتعليمية وترفيهية. كما يظهر تقدم المشروع من خلال الصور الفضائية، حيث يغطي مساحة تقدر بـ350 ألف متر مربع، مما يعكس رؤية نيوم لأحياء كثيفة متعددة الاستخدامات.
في السياق نفسه، يبرز ملعب نيوم، المخصص لكأس العالم لكرة القدم عام 2034، كعنصر أساسي يرتفع 350 مترًا ويعمل بالكامل بالطاقة الشمسية والرياح، مع خطط لبنائه في عام 2027 وإعادة توظيفه للاستخدامات المحلية لاحقًا. استراتيجية البناء التدريجي تعتمد على نهج صناعي مجزأ، حيث تُبنى كل وحدة بطول 800 متر على مراحل لضمان الدقة والكفاءة، مع بدء البناء الرأسي الفعلي أواخر عام 2025. هذا الاقتراب يعيد صياغة مفاهيم المدن الحديثة، مستلهمًا من رؤية 2030 في المملكة العربية السعودية، ليصبح رائدًا في الابتكار الحضري المستدام مدعومًا بالذكاء الاصطناعي. يتجاوز ذا لاين مجرد مشروع بناء ليصبح رمزًا للتكامل بين التقدم التكنولوجي والحفاظ على البيئة، مما يمهد الطريق لمستقبل حضري أكثر أمانًا وكفاءة.