سجلت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً في السعودية خلال تعاملات اليوم الجمعة، مع انعكاس الصعود العالمي على السوق المحلي. هذا الارتفاع يعكس دور الذهب كملاذ آمن للمستثمرين، خاصة في ظل التحديات الجيوسياسية والتوترات في الشرق الأوسط، حيث يبحث الأفراد عن وسائل للحماية من تقلبات السوق. وفقاً للتقارير، بلغ سعر غرام الذهب عيار 24 حوالي 404.4 ريال سعودي، أو ما يعادل 107.8 دولار أميركي، مما يظهر تأثير الظروف العالمية على الأسعار المحلية.
ارتفاع أسعار الذهب في السعودية
شهدت أسعار الذهب في المملكة العربية السعودية زيادة واضحة اليوم، مدعومة بصعود الأسعار العالمية. على سبيل المثال، ارتفع سعر غرام الذهب عيار 24 إلى 404.4 ريال للشراء و392.6 ريال للبيع، بينما بلغ سعر غرام عيار 22 حوالي 370.7 ريال للشراء و359.9 ريال للبيع. أما عيار 21، فقد سجل 353.9 ريال للشراء و343.5 ريال للبيع، مما يعكس الطلب المتزايد على هذا المعدن النفيس. كذلك، ارتفع سعر غرام عيار 18 إلى 303.3 ريال للشراء و294.5 ريال للبيع، في حين بلغ سعر عيار 14 نحو 253.9 ريال للشراء و229 ريال للبيع. وعزز هذا الارتفاع أيضاً أسعار السبائك، حيث زاد سعر سبيكة الذهب عيار 24 بوزن 5 غرامات إلى 1963.2 ريال، ووصل سعر السبيكة بوزن 10 غرامات إلى 3926.4 ريال، مع ارتفاعات مشابهة للأوزان الأكبر مثل 20 غراماً عند 7852.9 ريال، و50 غراماً عند 19632.2 ريال، و100 غرام عند 39264.3 ريال. هذه التغيرات تجعل الذهب خياراً جذاباً للادخار، خاصة مع تزايد الوعي بأهميته في مواجهة عدم اليقين الاقتصادي.
في السياق نفسه، لاحظت مصر استقراراً نسبياً في أسعار الذهب، حيث سجل عيار 21 نحو 4625 جنيه مصري، مما يشير إلى تأثير الظروف المحلية على السوق. ومع ذلك، يبقى الذهب في كلا البلدين خياراً مفضلاً للاستثمار، حيث يوفر حماية ضد التقلبات الناتجة عن النزاعات الدولية أو التغيرات الاقتصادية.
صعود أسعار المعدن الأصفر عالمياً
على المستوى العالمي، شهد الذهب ارتفاعاً أيضاً خلال التعاملات اليومية، مما يعزز دوره كملاذ آمن. ارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بحوالي 0.4%، لتصل إلى 3251.4 دولار للأونصة، بينما زادت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 1.1% إلى 3259.7 دولار للأونصة. هذا الصعود يأتي على خلفية الأنباء المتعلقة بتهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، على الرغم من أن مثل هذه التطورات قد تؤثر على الطلب في بعض الأحيان. مع ذلك، يظل الذهب محط إقبال بفضل الاضطرابات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، التي تشجع المستثمرين على البحث عن الاستقرار.
في الواقع، يعتبر ارتفاع أسعار الذهب انعكاساً للتوترات العالمية، حيث يلجأ المستثمرون إلى هذا المعدن لتخفيف المخاطر. على سبيل المثال، الحروب التجارية والهشاشة الاقتصادية العالمية تجعل من الذهب خياراً استراتيجياً، خاصة في أسواق مثل السعودية ومصر حيث يرتبط الذهب بالتقاليد الثقافية والادخار الشخصي. ومع تزايد الطلب، من المتوقع أن يستمر هذا الارتفاع، مما يدفع الأفراد والمؤسسات إلى إعادة تقييم استراتيجيات الاستثمار لمواكبة التغيرات.
بالإضافة إلى ذلك، يناقش الخبراء تأثير السياسات الدولية، مثل تعريفات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، على أسعار الذهب. في حين أن هذه التعريفات ساهمت في زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن، إلا أنها أدت أيضاً إلى تقلبات في السوق. هذا الجانب يبرز كيف يمكن للذهب أن يكون “نعمة” في أوقات التوتر، حيث يحمي القيمة، أو “نقمة” إذا أدى الاستقرار الاقتصادي إلى انخفاض الطلب. في النهاية، يظل الذهب ركيزة أساسية في الاقتصاد العالمي، حيث يجسد توازناً بين الاستقرار والربحية، مما يجعل متابعة أسعاره أمراً حيوياً للمستثمرين في المنطقة.