في عالم يسعى للعدالة الاجتماعية، يبرز موضوع غياب التأمين الصحي عن المتقاعدين كقضية إنسانية عميقة. يروي الكاتب محمد الحيدر قصصًا مؤثرة عن أولئك الذين قضوا سنوات عمرهم في بناء الوطن، ليواجهوا في مرحلة الشيخوخة صعوبات شديدة نتيجة فقدان الدعم الصحي. هؤلاء الأفراد، الذين كرسوا جهودهم للتقدم الوطني، يجدون أنفسهم فجأة معزولين عن الرعاية الطبية الشاملة التي كانت جزءًا أساسيًا من حياتهم المهنية. يسلط الحيدر الضوء على هذه المعاناة، محاولًا إثارة الوعي تجاه الحاجة إلى حلول تعيد التوازن وتضمن حقوقًا مكتسبة.
التأمين الصحي وتحديات المتقاعدين
في مقالته المنشورة في صحيفة الرياض، يصف الحيدر كيف أن المتقاعدين يواجهون منعطفات صعبة في مراحل متقدمة من العمر. بعد سنوات من العمل الدؤوب والإنتاج، يجدون أنفسهم مفصولين عن مظلة التأمين الصحي التي كانت تصاحبهم. ينتقد النظرة الحسابية لشركات التأمين، التي ترى في كبار السن عبئًا ماليًا، متجاهلة القصص الإنسانية التي تجسد التضحيات والعطاء. يقول الحيدر: “في منعطفات العمر المتقدمة، يواجه المتقاعدون فقدانًا قاسيًا للحماية الصحية، مما يعكس صورة قاتمة لمجتمع ينسى من خدموه”. هذا الواقع يدفع نحو ضرورة النظر في آليات أكثر إنصافًا، حيث تُبنى السياسات على أساس التقدير والوفاء بدلاً من المعاملات المجردة.
الحماية الصحية كحقوق أساسية
ليس كافيًا أن نركز فقط على الجانب الصحي، بل يجب أن تشمل الحلول تمويلات تكافلية وصناديق وقفية لدعم المتقاعدين. يدعو الحيدر إلى نماذج مبتكرة تعزز الاحتواء الاجتماعي والثقافي، مما يمنح هذه الفئة الفرصة للاستمرار في المساهمة في المجتمع. من خلال هذه النهج، يمكن تحويل المتقاعدين من مجرد أرقام إحصائية إلى رموز للقيم الأصيلة. كما يؤكد أن توفير الرعاية الصحية الشاملة ليس واجبًا إنسانيًا فحسب، بل استثمارًا في القيم الاجتماعية التي تعزز الاحترام والرعاية في مراحل ما بعد العمل. في الختام، يختم الحيدر بأن الوفاء للمتقاعدين يعبر عن استمرارية الأجيال وتعزيز الروابط الاجتماعية، مما يضمن مجتمعًا أكثر عدلاً وتكافؤًا.