شهد مؤشر تاسي في السوق السعودية هبوطًا ملحوظًا خلال تداولات الأسبوع الماضي، حيث تراجع بنسبة 1.9% ليغلق عند مستوى 11543 نقطة، بانخفاض يصل إلى 221 نقطة. كان هذا الانخفاض مصحوبًا بتراجع في معظم قطاعات السوق، مما يعكس حالة من عدم اليقين بين المستثمرين. بالإضافة إلى ذلك، انعكس هذا الضعف على القيمة السوقية العامة، التي هبطت بنحو 199 مليار ريال، أو ما يعادل حوالي 53 مليار دولار، مقارنة بالأسبوع السابق، لتسجل 9.4 تريليون ريال بانخفاض نسبي يصل إلى 2.1%. هذه التطورات تبرز تأثير العوامل الاقتصادية المحلية والعالمية على أداء السوق.
هبوط مؤشر تاسي يعكس ضعف الأداء الاقتصادي
في سياق الأداء الأسبوعي، بلغت قيمة تداول الأسهم حوالي 29.6 مليار ريال، مع حجم بلغ 1.5 مليار سهم عبر أكثر من 2.8 مليون صفقة، وشملت حوالي 253 شركة متداولة. هذا النشاط يظهر الاهتمام المستمر بالسوق رغم التراجع، حيث تأثرت الأسهم بشكل متفاوت. على سبيل المثال، برزت بعض الشركات كأبرز الفائزين والخاسرين، مما يسلط الضوء على التقلبات داخل القطاعات المختلفة. هذا الهبوط لم يكن معزولًا، بل جاء في ظل ظروف اقتصادية أوسع تشمل تراجع في فوائض الميزان التجاري والتأثيرات الإقليمية، مثل انخفاض قيمة الجنيه المصري الذي أثر على أرباح شركات سعودية مثل “حلواني إخوان”.
انخفاض السوق السعودي يؤدي إلى تبعات اقتصادية
أما في تفاصيل أداء الأسهم، فقد تصدر سهم شركة “الباحة” قائمة الأكثر ربحية بمعدل تغير أسبوعي يصل إلى 15.9% وبسعر إغلاق بلغ 4.1 ريال، مما يعكس بعض الإيجابيات في قطاعات معينة رغم الاتجاه العام السلبي. من جهة أخرى، كان سهم شركة “دار الأركان” الأكثر خسارة بنسبة 10.2% وبسعر إغلاق يصل إلى 21 ريالًا، مؤشر على الضغوط التي تواجه بعض الشركات. فيما يتعلق بالنشاط، جاء سهم “الباحة” أيضًا في صدارة الأسهم الأكثر تداولًا من حيث الكمية بحوالي 240.1 مليون سهم، بينما قاد سهم مصرف “الراجحي” النشاط من حيث القيمة بتداولات تجاوزت 1.5 مليار ريال وبسعر إغلاق يصل إلى 96.5 ريال. هذه التغيرات تأتي في خلفية من تراجع فائض الميزان التجاري السعودي بنسبة 36% على مدى العام الماضي، بسبب انكماش الصادرات، مما يشير إلى تحديات اقتصادية أكبر. على سبيل المثال، تشير تقارير إلى أن انخفاض قيمة الجنيه المصري قد أثر سلبًا على أرباح “حلواني إخوان”، حيث تعتمد الشركة على الروابط التجارية مع مصر، مما أدى إلى زيادة تكاليف الواردات وتقليل هامش الربح. هذا الارتباط يبرز كيفية تأثر السوق المحلي بالتقلبات الإقليمية، ويدفع المستثمرين إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم. في الختام، يظل هذا الانخفاض جزءًا من ديناميكية السوق المتغيرة، حيث يبحث الاقتصاد السعودي عن توازن وسط التحديات العالمية.