وفي الأردن، يشكل يوم 1 مايو 2025 حدثًا مؤلمًا يتجدد فيه ذكر الوفيات التي طالبت العديد من الأرواح الطيبة، حيث يذكرنا هذا اليوم بقيمة الحياة وتدفقها المتقلب. إن هذه اللحظات تجبرنا على التأمل في سرعة الزمن وأهمية الارتباط بالأحبة، فالأرواح التي تغادرنا تترك إرثًا من الذكريات والعبر.
وفيات الأردن في 1-5-2025
في ذلك اليوم من شهر مايو، انتقل إلى رحمة الله تعالى مجموعة من الأشخاص الذين ساهموا بطريقتهم الخاصة في نسيج المجتمع الأردني. كان بينهم عصام شوكت حسن، فنون عساف، زيد عبدالله الصعيدي، وعدنان راشد حسن، الذين رحلوا تاركين خلفهم عائلات حزينة وذكريات جميلة. كذلك، تذكرنا هذه الوفيات بحلمي أسعد فوزي أبو لبن، رقية محمد عبدالله صباغ، وغالب ميشيل فارس بركات، الذين كانوا جزءًا من حياة يومية غنية بالتفاصيل الإنسانية. لقد شملت القائمة أيضًا صالح خيرو صالح عصفور، سهام ديب، وحسين طقش، بطرس حبيب حجارة، ونسرين عبدالكريم، جنبًا إلى جنب مع نايف دراغمه حربي، أحمد الألفي، ومحمد بشير ياسين. كما ورد ذكر عطا صبحا، ريم جمال مصطفى عليان، ونورة أحمد سليمان النعيمات، إلى جانب أحمد محمد مصطفى عبدالله زايد، زيد حمد عبيد المحيسن، وزيد إبراهيم يوسف غرايبة.
هذه القائمة تمتد لتشمل سوزان عثمان محمود حمكري، حلوة بدر سعيد ركان، أحمد عبدالرازق أبوفضة، طالب هلال القريوتي، ومحمود مظهور الدريبي الزبن، بالإضافة إلى عيدة عوض الجماعين، مراد محمد المعروف بـ”حج كونت” الشيشاني، محمد سعيد يوسف سعيد تحقاخة، أمل صالح الصايل المهيرات، رافع جدوع الشحادة، وأخيرًا يوسف عبدالله مهنا بني عامر. كل هؤلاء الأفراد يمثلون فصولًا مختلفة في قصة الحياة الأردنية، حيث كانوا أباءً وأمهات وأصدقاءً يشكلون الروابط الاجتماعية التي نبني عليها مجتمعاتنا.
الراحلون إلى رحمة الله
يُعتبر مصطلح “الراحلون” تجسيدًا للرحمة الإلهية التي تحيط بأولئك الذين يغادرون عالمنا، حيث يذكرنا بالإيمان بأن كل نفس ستعود إلى خالقها. في الثقافة الأردنية، يُعزى إلى هؤلاء الراحلين بكلمات التعزية والصبر، فالله يمنحنا القدرة على مواجهة الفقدان بقوة الإيمان. يُقال دائمًا: “إنا لله وإنا إليه راجعون”، وهو عبارة تذكرنا بأن الوفاة ليست نهاية بل انتقال إلى عالم آخر. هذا التحول يدفعنا للاحتفاء بإرثهم، سواء كان ذلك من خلال تذكر أعمالهم الخيرة أو دعم عائلاتهم في أوقات الشدة. في المجتمعات مثل الأردن، تكتسب هذه اللحظات أهمية خاصة، حيث تعزز روابط الأسرة والمجتمع، وتشجع على التوحد في التعبير عن الحزن والأمل معًا.
أما في سياقنا الإنساني، فإن هذه الوفيات تكشف عن عمق الروابط التي تربطنا، حيث يصبح ذكر الأسماء ليس مجرد قائمة بل رسالة حية تذكرنا بقيم الحياة والموت. لنفكر في كيف يمكن لكل رحيل أن يلهمنا بالصبر والسلوان، فالأهل والأحباء يحتاجون إلى دعمنا ليتجاوزوا هذه المرحلة. ربما يساعدنا ذلك على بناء مجتمع أكثر تماسكًا، حيث تتحول الذكريات إلى دروس تعلمنا تقدير اللحظات اليومية. في نهاية المطاف، يظل الإيمان مصدر قوة، مما يجعلنا نتوجه بصلواتنا للجميع، راجين من الله أن يغفر لهم ويجزي أهلهم خير الجزاء. إن الاستمرار في ذكرهم يحافظ على تراثهم الحي، ويذكرنا بأن الحياة هبة نعيشها بكامل قوتنا.