قالت مصادر إيرانية إن الجولة الرابعة من المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، التي كان من المقرر عقدها في روما، قد تأجلت مؤقتًا، حيث يرتبط تحديد موعد جديد بشكل مباشر بنهج واشنطن في التعامل مع القضايا المعلقة.
تأجيل المحادثات النووية الإيرانية الأمريكية
في هذا السياق، أكد مسؤول إيراني رفيع المستوى أن استمرار فرض العقوبات الأمريكية على إيران يعيق مسيرة الدبلوماسية، مشددًا على أن الأطراف لن تستطيع حسم النزاع النووي إلا من خلال حوار بناء. وفقًا للتقارير، فإن سلطنة عمان، التي لعبت دور الوسيط في الجلسات السابقة، نفت أي أسباب سياسية للتأجيل، معتبرة أن السبب يعود إلى قضايا لوجستية، على الرغم من الاتهامات الإيرانية للولايات المتحدة باتباع سلوك متناقض. في الفترة الأخيرة، أعادت إيران الإشارة إلى ما وصفته بـ”التصريحات الاستفزازية” من واشنطن، خاصة بعد التحذيرات بشأن دعم إيران لحركة الحوثيين في اليمن، إلى جانب فرض عقوبات جديدة مرتبطة بقطاع النفط. ومع ذلك، أكدت طهران عزمها على مواصلة الانخراط في المفاوضات بجدية وحزم، مع التركيز على تحقيق نتائج ملموسة تؤدي إلى حل عادل.
تأخير الجلسات الدبلوماسية الثنائية
من جانب آخر، يبدو أن التأخير هذا يعكس التوترات المتزايدة في العلاقات بين البلدين، حيث شعرت إيران أن السياسات الأمريكية المترددة تخل بالجهود الدبلوماسية. على سبيل المثال، أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنفيذ حملة “أقصى الضغوط” على طهران، مما يذكر بقراره السابق في عام 2018 بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي تم التوقيع عليه عام 2015 مع إيران وست قوى عالمية أخرى. هذا الانسحاب أدى إلى إعادة فرض عقوبات اقتصادية، مما عزز من تحديات إيران في الساحة الدولية. رغم ذلك، يؤكد ترامب ثقته في الوصول إلى اتفاق نووي جديد، مؤكدًا أنه يمكن أن يمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، لكنه يطالب بتعديلات أكثر صرامة. هذه الديناميكيات تبرز التعقيدات في المفاوضات، حيث يسعى الجانبان إلى التوفيق بين مصالحهما، مع الاعتراف بأن الحوار الدبلوماسي يظل الخيار الأفضل لتفادي التصعيد. في الوقت نفسه، تشير التقارير إلى أن إيران لن تتخلى عن موقفها القوي، مما يجعل من الضروري أن تتبنى الولايات المتحدة نهجًا أكثر توازنًا لإحراز تقدم حقيقي. باختصار، يمثل تأخير هذه المحادثات تحديًا كبيرًا للسلام الدولي، حيث يتطلب الأمر جهودًا مشتركة لتجاوز الاختلافات وفق مبادئ الدبلوماسية الشاملة. يستمر الجميع في مراقبة التطورات، مع أمل باستئناف الحوار قريبًا لبناء جسور الثقة من جديد.