قامت مساعدة المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، ليديا آرثر، بزيارة لمقر الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”، بالإضافة إلى المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي “ICAIRE” في مدينة الرياض. خلال هذه الزيارة، اطلعت آرثر على الجهود الرائدة التي تبذلها “سدايا” في مجال إدارة البيانات وسط التحول الرقمي، وكيف تُدعم المملكة العربية السعودية المركز الدولي “ICAIRE” لتعزيز دوره في تنفيذ مهامه العالمية. التقى آرثر بعدد من المسؤولين في “سدايا”، حيث أدلوا بتفاصيل حول التقدم الذي حققته المملكة في قطاعي البيانات والذكاء الاصطناعي من خلال مبادرات استراتيجية وبرامج تأهيلية. أعربت آرثر عن إعجابها بالتجربة السعودية في تنظيم وحوكمة الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أهمية دعمها لإقرار أخلاقيات هذا المجال على المستوى العالمي، ودعت إلى مشاركة هذه التجربة بشكل أوسع للاستفادة من خبراتها الغنية.
الذكاء الاصطناعي
يُعد الذكاء الاصطناعي أحد أبرز محركات الابتكار العالمي، حيث يساهم في تعزيز التنمية المستدامة من خلال تطبيقاته في مجالات متعددة مثل الصحة، التعليم، والاقتصاد. خلال زيارة ليديا آرثر، ركزت على سير عمل مركز “ICAIRE” وجهوده الدولية في رفع الوعي بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي وتطويره، مع الالتزام بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. يعمل المركز على دعم البحث العلمي والتطوير في هذا المجال، بالإضافة إلى تعزيز الوعي بقيم ومبادئ توصية اليونسكو المتعلقة بالذكاء الاصطناعي المسؤول. كما يركز على بناء القدرات المحلية والدولية من خلال تنسيق الأنشطة البحثية، وتقديم المشورة في صياغة السياسات المتعلقة بهذا القطاع. هذه الجهود تعكس التزام المملكة العربية السعودية برفع المعايير الأخلاقية والتكنولوجية، مما يدعم التعاون الدولي ويساهم في حل التحديات العالمية مثل تغير المناخ والوصول إلى التعليم الشامل.
تقنيات الذكاء الاصطناعي
في سياق تقنيات الذكاء الاصطناعي، تأتي زيارة مساعدة المدير العام لليونسكو ضمن جهود تعزيز الشراكة بين المنظمة الدولية والمملكة العربية السعودية، مما يعزز دور “ICAIRE” كمنصة عالمية لصياغة مستقبل الذكاء الاصطناعي المستدام. يعمل هذا المركز على تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تركيز جهوده على تعزيز الابتكار الأخلاقي، حيث يقدم دعماً للباحثين والمطورين لضمان أن تكون التكنولوجيا في خدمة الإنسانية. على سبيل المثال، يساهم المركز في تطوير برامج تدريبية وورش عمل دولية تهدف إلى بناء المهارات اللازمة للتعامل مع التحديات الأخلاقية في الذكاء الاصطناعي، مثل الحماية من التحيزات والحفاظ على الخصوصية. كما يعمل على تعزيز التعاون بين الحكومات والمؤسسات العلمية لصياغة سياسات فعالة، مما يجعل من المملكة نموذجاً يحتذى به في المنطقة والعالم. هذا التعاون يبرز كيف يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تساهم في تحقيق التوازن بين الابتكار والمسؤولية، خاصة في ظل الزيادة السريعة في استخدام هذه التكنولوجيا. بالإضافة إلى ذلك، فإن جهود “سدايا” في دعم هذه المبادرات تعزز مكانة المملكة كمحور إقليمي للابتكار، حيث تركز على دمج الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد الوطني لتحقيق الرؤية 2030. من خلال هذه الجهود، يتم تعزيز القدرات الإبداعية وتشجيع الاستثمارات في التطبيقات التي تحل مشكلات اجتماعية واقتصادية، مما يعكس التزام المملكة بتوظيف التقنيات الحديثة لخدمة الإنسانية وضمان مستقبل أفضل. في الختام، تشكل هذه الزيارة خطوة هامة نحو تعزيز الدور الدولي للمملكة في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون العالمي في هذا المجال الحيوي.