هل ينطلق مجد منتخب الكونغو الديمقراطية الأفريقي من أمم الشباب في مصر؟

منتخب الكونغو الديمقراطية يسعى لإحياء مجد الأجيال الذهبية في أمم أفريقيا للشباب، حيث يعود تاريخ إنجازاته الكبرى إلى عام 1974 عندما توج بلقب كأس الأمم الأفريقية للكبار في القاهرة، محرزًا فوزًا تاريخيًا على زامبيا بقيادة نجوم مثل الحارس كازادي والمهاجم مولامبا نداي. هذا الإنجاز سمح له بالتأهل إلى كأس العالم في ألمانيا للمرة الأولى كفريق أفريقي، لكن على صعيد الشباب، كان الغياب طويلًا حيث لم يصل المنتخب إلى نهائيات بطولتي تحت 17 و20 عامًا إلا في النسخة الوحيدة عام 2013 بالجزائر، التي خرج منها مبكرًا. الآن، مع الجيل الحالي المعروف بـ”الفهود الصغيرة”، هناك أمل في التغيير رغم تحدي المجموعة الصعبة التي تضم السنغال حامل اللقب، غانا ذات الإرث الكبير، و جمهورية أفريقيا الوسطى المنافس الواعد.

منتخب الكونغو الديمقراطية يواجه تحديات أمم أفريقيا للشباب

مع تميز المنتخب في التصفيات التي أقيمت في منطقة وسط أفريقيا من خلال البطولة المحلية، استطاع الفريق التأهل كوصيف للمجموعة الأولى بعد فوزه على غينيا الاستوائية بثلاثية نظيفة، على الرغم من الخسارة أمام الكونغو المضيفة بنتيجة 0-1. كما تجاوز نصف النهائي أمام الكاميرون بركلات الترجيح عقب التعادل 1-1، ثم واجه خسارة في النهائي أمام نفس المنافس بنتيجة 2-1 بفضل نجم الكاميرون توني تالاسي. هذه النتائج تعكس نهضة المنتخب تحت قيادة المدير الفني جاي بوكاسا، الذي تولى المهمة بعد خبراته كمساعد فني في المنتخبات الأولى، ونجح في تشكيل فريق قوي رغم نقص الخبرات الدولية لللاعبين بسبب غيابهم عن بطولة تحت 17 عام 2023. بوكاسا جمع قائمة تضم نحو 100 لاعب، بما في ذلك محترفين ومزدوجي الجنسية، وقام بإجراء معسكرات تدريبية ومباريات تجريبية مع فرق مثل المغرب وتونس لصقل الفريق، مما أدى إلى تأهل أولي للنهائيات بعد 12 عامًا.

أما عن النجوم البارزين، فإن توني تالاسي، المهاجم الناشئ من أكاديمية أنجي فيرتس، كان البطل غير المتوج بسجله الرائع من أربعة أهداف في التصفيات، بما في ذلك هدف في المباراة ضد غينيا الاستوائية، هدف في نصف النهائي أمام الكاميرون، وثنائية في النهائي، مما جعله أفضل لاعب ومهاجم في تلك المرحلة. إلى جانبه، يبرز إبراهيم ماتوبو من نادي إيجلز دي كونغو، الذي ساهم بهدف حاسم، وصمويل نتاندو المحترف في نابولي. هذا الجيل يطمح في تجاوز مرحلة المجموعات لأول مرة، خاصة مع استضافة مصر للبطولة، حيث يرى البعض أن هذا قد يكون بداية لعصر جديد من الإنجازات الأفريقية.

الفريق الكونغولي يسعى لاستعادة التألق الأفريقي

في ظل تاريخ الظهور الخجول للمنتخب في النسخة الوحيدة التي شارك فيها عام 2013، حيث خرج من المجموعة برصيد نقطة واحدة بعد تعادل مع الجابون وخسارتين أمام مالي والنيجيريا، يأمل الفريق في تحقيق أفضل نتيجة هذه المرة. القرعة وضعته في المجموعة الثالثة مع السنغال، غانا، وأفريقيا الوسطى، وهو اختبار حقيقي لقوة الفريق. في المقابل، يتابع الجميع أداء منتخب مصر، الذي يقوده المدير الفني أسامة نبيه، في المجموعة الأولى مع زامبيا، سيراليون، جنوب أفريقيا، وتنزانيا. مصر بدأت البطولة بفوز على جنوب أفريقيا بهدف نظيف، ثم خسرت أمام سيراليون برباعية مقابل هدف، ليتصدر سيراليون المجموعة برصيد 4 نقاط، تليه مصر بثلاث نقاط، وجنوب أفريقيا بنفس الرصيد، بينما تأتي زامبيا رابعة بنقطة واحدة وتنزانيا خالية من النقاط. مباراة مصر المقبلة أمام زامبيا في الجولة الثالثة ستكون حاسمة، حيث يتأهل أصحاب المراكز الأولى والثانية من كل مجموعة إلى دور الثمانية، بالإضافة إلى أفضل منتخبين في المركز الثالث، مع فرصة التواجد في كأس العالم للأفضل أربعة. قائمة مصر تشمل حراسًا مثل عبد المنعم تامر، ومدافعين كيوسف سيد، ولاعبي وسط مثل أحمد خالد، ومهاجمين كمهند محمد، مما يعكس قوة المنافسة. مع هذه التحديات، يبقى منتخب الكونغو الديمقراطية مستعدًا لإثبات نفسه، محاولًا أن يجعل استضافة مصر نقطة انطلاق لمجد أفريقي جديد.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *