أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنهاء تكليف مستشار الأمن القومي مايكل والتز، حيث أجبره على الاستقالة بسبب خلافات حادة تتعلق بسياسات الأمن القومي وأحداث انفلات أمني. وفقاً لتقارير وسائل إعلامية، سيغادر والتز منصبه إلى جانب نائبه أليكس وونغ، مما يشكل صدمة مبكرة في العهد الثاني لترامب. هذا القرار يأتي على خلفية اتهامات بغياب التنسيق الفعال بين الجهات الأمنية، وخاصة فيما يتعلق بملفات حساسة مثل أوكرانيا وإيران، حيث اتهم والتز بتبني مواقف متشددة لم تتوافق مع أولويات الرئيس.
إقالة مستشار الأمن القومي
في خطوة تعكس تصعيد التوترات داخل البيت الأبيض، أصبح مايكل والتز، البالغ من العمر 51 عاماً وهو عضو سابق في مجلس النواب الجمهوري عن فلوريدا، أول مسؤول كبير يفقد وظيفته في فترة ترامب الثانية. وفقاً للمصادر، واجه والتز صعوبة في تنفيذ توجيهات الرئيس، مما أدى إلى تراكم الخلافات، خاصة في سياق السياسة الخارجية التي يرى ترامب فيها ضرورة تجنب الحروب غير الضرورية. كما أن والتز كان يواجه عقبات في إدارة التنسيق بين الأجهزة الأمنية المختلفة، مثل وزارة الدفاع ووكالة الاستخبارات المركزية، مما أدى إلى اتهامات بأن “المنظومة الأمنية لم تعمل بفعالية” تحت قيادته. ومع ذلك، فإن هذا القرار لم يكن مفاجئاً بالكامل، حيث سبقته أزمة كبيرة تتعلق بتسريب معلومات عبر تطبيق سيغنال، الذي استخدم لمناقشة عمليات عسكرية حساسة في اليمن، مثل خطط قصف جماعة أنصار الله.
فضائح وانتقادات لولتز
تعرض مايكل والتز لانتقادات شديدة داخل أروقة البيت الأبيض، خاصة بعد تورطه في فضيحة تتعلق بتطبيق سيغنال، حيث أضاف خطأ رئيس تحرير مجلة “ذي أتلانتيك” إلى مجموعة محادثة سرية تضم كبار مسؤولي الأمن القومي. هذا الخطأ أدى إلى تسرب تفاصيل حول حملة قصف محتملة ضد الحوثيين في اليمن، مما أثار غضب ترامب وأبرز نقصاً في التعامل مع السرية الأمنية. خلال اجتماع وزاري، عبّر الرئيس عن استيائه مباشرة، مؤكداً أنه يفضل مناقشة مثل هذه القضايا في منصات آمنة لتجنب التسريبات. ومع هذا، لم تكن هذه الفضيحة الوحيدة؛ فوالتز واجه اتهامات بأنه متشدد جداً في سياساته تجاه إيران وأوكرانيا، حيث رأى ترامب أن آراءه تتنافى مع نهج الإدارة الذي يركز على تفادي التصعيد العسكري. مصادر مطلعة وصفت أداءه بأنه غير فعال في توحيد الأجهزة الحكومية، مما جعل عملية صنع القرار الأمني مرتبكة. في السياق نفسه، فقد والتز الكثير من نفوذه داخل البيت الأبيض، حيث اتهم بإهمال دوره الرئيسي في التنسيق بين الجهات المعنية.
أما بخصوص الخليفة المحتمل، فإن الأنظار توجه نحو شخصيات مثل ستيف ويتكوف، المبعوث الأميركي الخاص الذي لعب دوراً بارزاً في المفاوضات الدبلوماسية مع روسيا وأوكرانيا وفي الشرق الأوسط. هذا التغيير يعكس رغبة ترامب في إعادة ترتيب فريقه الأمني ليكون أكثر تماشياً مع رؤيته، خاصة في ظل التحديات الدولية المتزايدة. ومع ذلك، يبقى التركيز على أن هذه الإقالة قد تكون بداية لتغييرات أوسع في الإدارة، حيث أكدت تقارير إعلامية أن مسؤولين آخرين قد يقدمون استقالاتهم قريباً. هذا التحول يبرز الديناميكيات الداخلية المعقدة في البيت الأبيض، حيث يسعى ترامب لتعزيز سلطته وتجنب أي عوامل قد تعيق أهدافه الاستراتيجية. في النهاية، يمكن القول إن إقالة والتز ليست مجرد حدث إداري، بل تعبر عن توجّه شامل نحو تصحيح المسار في السياسة الخارجية الأميركية.