بالفيديو.. نائب رئيس ذعبلوتن يكشف سر بقاء السكان رغم وعورة الطريق والمسافة البعيدة

في ظل التحديات التي يواجهها سكان المناطق النائية في الربع الخالي، يظل الارتباط العاطفي والاقتصادي قويًا بما يكفي ليمنع هجرتهم رغم الصعوبات. يشير نائب رئيس مركز ذعبلوتن إلى أن هذا الربع ليس مجرد مساحة جغرافية، بل هو جزء أصيل من هوية الأهالي، حيث يجسد تاريخًا طويلًا من الإرث والتراث. من خلال حديثه في لقاء تلفزيوني، أكد أن جاذبية الربع الخالي تتجاوز المشاق اليومية مثل وعورة الطرق وبعدها عن المراكز الحضرية، معتبرًا إياها أفضل الأماكن التي زارها رغم تجاربه السفرية الواسعة. هذا الارتباط يعود إلى عوامل تتعلق بالمخزون الطبيعي الغني، الذي يوفر سبل العيش المستدامة، مما يجعل السكان متمسكين بأرضهم رغم الظروف القاسية.

مزايا الربع الخالي

يبرز نائب رئيس مركز ذعبلوتن، في حديثه، الجوانب الإيجابية التي تجعل الربع الخالي مكانًا فريدًا بين المناطق الصحراوية. يرى أن حب الناس لهذا الربع غير قابل للوصف، فهو المكان الذي شهد مولدهم ونشأة أجدادهم، مما يمنحه قيمة عاطفية عميقة. من الناحية العملية، يحتوي الربع على موارد طبيعية هائلة، مثل مخزونات الماء والنفط التي تعتبر دعامة اقتصادية أساسية للسكان. على سبيل المثال، يفيد أن هطول أمطار غزيرة في هذه المناطق يمكن أن تكفي لسقي الأراضي الزراعية وتربية المواشي لمدة تصل إلى أربع سنوات، مما يضمن الاستدامة في بيئة قاسية. هذه المزايا ليست خافية على أحد، بل تُشكل حاجزًا ضد التفكير في الهجرة، حيث يعتبر الربع مصدرًا للاستقلال الاقتصادي والاجتماعي. كما أن التنوع البيئي في هذه المنطقة يساهم في تعزيز السياحة البيئية، مما يفتح فرصًا جديدة للدخل المحلي، ويعزز من الشعور بالانتماء لتلك الأرض التي تختزن في طياتها ثروات غير محدودة.

بالإضافة إلى ذلك، يؤكد النائب على أن الربع الخالي يمثل نموذجًا للتكيف مع الطبيعة، حيث تعلم الأهالي من خلال الأجيال كيفية استغلال الموارد بكفاءة عالية. ففي أوقات الجفاف، يعتمدون على تقنيات تقليدية معززة بالمعرفة الحديثة للحفاظ على المياه، مثل بناء الخزانات الطبيعية أو استخدام أساليب الزراعة المستدامة. هذا التراث يجعل من السكان جزءًا لا يتجزأ من البيئة، مما يقلل من الحاجة إلى البحث عن فرص في المدن الكبرى. كما أن الربع يحتوي على تنوع حيواني ونباتي يدعم الصناعات المحلية، مثل تربية الإبل أو إنتاج المنتجات الزراعية المتخصصة، التي تُباع في الأسواق الإقليمية. لكن ما يميز هذا الربع حقًا هو الروابط الاجتماعية القوية، حيث يعيش الأهالي في مجتمعات مترابطة تعتمد على التكافل في مواجهة التحديات، مما يعزز من الرضا العام عن الحياة هناك. رغم الابتعاد عن الخدمات الحديثة، يجد السكان في هذه المزايا كنزًا يفوق أي شيء آخر.

الربع الغالي بالثروات

يُعد الربع الغالي، كما يُطلق عليه بعض السكان، مرادفًا للربع الخالي في الغنى الذي يحتويه، حيث يتجاوز الثروات الطبيعية ليشمل القيم الثقافية والاجتماعية. يشير نائب رئيس مركز ذعبلوتن إلى أن هذه المنطقة ليست فقط مصدرًا للموارد، بل هي رمز للصمود والانتماء. ففي ظل تغيرات المناخ العالمية، يبرز الربع كقدوة في الاستدامة البيئية، حيث يعتمد السكان على أنماط حياة تقلل من التأثير البشري على البيئة. على سبيل المثال، يُمارسون الزراعة التقليدية التي تعتمد على الأمطار المتقطعة، مما يحافظ على توازن النظام البيئي. كما أن وجود النفط يجعل المنطقة ذات أهمية استراتيجية، مما يجذب استثمارات حكومية تسهم في تحسين الخدمات، مثل بناء الطرق أو توفير الطاقة. هذا الغنى يدفع الأهالي للالتزام بأرضهم، رافضين فكرة الهجرة التي قد تُفقدهم هويتهم الثقافية. في النهاية، يرى النائب أن الربع الغالي يمثل فرصة للتطور المستدام، حيث يمكن دمج التقاليد مع التكنولوجيا الحديثة لتحسين جودة الحياة دون التنازل عن التراث. هذا التوازن هو الذي يجعل من الربع مكانًا مفضلًا، حيث يتجلى فيه الجمال الطبيعي والروابط الإنسانية في وحدة نادرة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *