شهدت سوق الأسهم السعودية تراجعًا ملحوظًا خلال جلسة تداول اليوم الخميس، حيث عاد مؤشر تاسي إلى سلسلة من الخسائر بعد فترة من التقلبات. كان هذا الانخفاض مدفوعًا بعوامل محلية وعالمية، مثل حالة عدم اليقين في الأسواق الدولية وتأثيرها على القطاعات الرئيسية مثل البنوك والطاقة. أدى ذلك إلى انخفاض في قيم وكميات التداول، مما يعكس حذرًا متزايدًا بين المستثمرين.
تراجع مؤشر تاسي في سوق الأسهم السعودية
أغلق مؤشر تاسي اليوم على انخفاض بلغ 1.1%، مع خسارة قدرها 127.91 نقطة، ليستقر عند مستوى 11,543.67 نقطة. هذا التراجع يؤكد على الضغوط المستمرة التي تشهدها السوق، حيث شملت حركة بيع واسعة النطاق معظم القطاعات الرئيسية. يرجع المحللون هذا الهبوط جزئيًا إلى العوامل الخارجية مثل التقلبات العالمية، بالإضافة إلى التحديات المحلية المتعلقة بتوقعات الأداء المالي للشركات المدرجة. على سبيل المثال، أدى تراجع قطاع البنوك بنسبة 1.51% إلى تأثير كبير على المؤشر العام، مما يظهر كيفية تأثر السوق بالظروف الاقتصادية الحالية. في السياق ذاته، شهدت القطاعات الأخرى مثل المواد الأساسية والطاقة خسائر مشابهة، بنسب 0.88% و0.59% على التوالي، مما يعزز من حالة التراجع العام.
تأثير حركة التداول في البورصة السعودية
انخفضت قيم التداول في السوق إلى 5.09 مليار ريال، مقارنة بـ6.95 مليار ريال في الجلسة السابقة، بينما تراجعت كميات الأسهم المتداولة إلى 242.92 مليون سهم من 298.35 مليون سهم. هذا التباطؤ يشير إلى تقلص في السيولة وارتفاع الحذر بين المستثمرين، الذين يتجنبون المخاطر وسط الظروف الاقتصادية غير المستقرة. على مستوى القطاعات، ساد اللون الأحمر معظم المناطق، حيث تراجعت 193 شركة مدرجة، بينما حققت 52 شركة مكاسب محدودة. على سبيل المثال، قاد قطاع البنوك الخسائر بنسبة 1.51%, مع تأثر أسهم البنوك الرائدة مثل الراجحي، الذي سجل أعلى قيمة تداول بـ377.34 مليون ريال رغم التراجع. في المقابل، برز قطاع التأمين كالأداء الأفضل بارتفاع نسبته 1.39%, مدعومًا بأداء قوي لبعض الشركات، كما أحرز قطاع الخدمات التجارية والمهنية مكاسب طفيفة بنسبة 0.21%.
من جانب الأسهم الفردية، كان سهم أسمنت السعودية الأكثر تأثرًا بنسبة تراجع بلغت 5.75%, نتيجة للتحديات في قطاع الأسمنت مثل المنافسة الشديدة. في الجانب الإيجابي، تقدم سهم طباعة وتغليف كأفضل الرابحين بارتفاع نسبته 6.18%, مدعومًا بتوقعات إيجابية حول أدائه المالي. كما شهد سهم الصناعات الكهربائية أعلى كميات تداول بـ28.62 مليون سهم، مما يظهر الاهتمام المستمر في بعض القطاعات رغم الجو العام السلبي. حتى السوق الموازي “نمو” لم ينجُ من هذا التراجع، حيث أغلق مؤشره على انخفاض بنسبة 0.52%, بخسارة 147.4 نقطة ليصل إلى 28,129.77 نقطة، مما يعكس التحديات التي تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة.
في الختام، يبقى التراجع في سوق الأسهم السعودية علامة على الحاجة إلى مراقبة العوامل المؤثرة مثل الظروف الاقتصادية العالمية والتوقعات المحلية. مع استمرار هذه التقلبات، قد يؤدي ذلك إلى فرص استثمارية جديدة في القطاعات الأكثر مقاومة، مما يدفع المستثمرين إلى تبني استراتيجيات أكثر حذرًا للفترة القادمة.