سجلت الخطوط الحديدية السعودية “سار” تقدماً ملحوظاً في قطاعي نقل الركاب والشحن خلال الربع الأول من عام 2025، مع زيادة في الأداء التشغيلي يعكس الطفرة في الاقتصاد المحلي. نقلت الشركة أكثر من 3.3 مليون راكب، بارتفاع نسبته 24% مقارنة بالفترة نفسها في العام السابق، في حين بلغ عدد الرحلات المجدولة أكثر من 10 آلاف رحلة. هذا النمو لم يقتصر على الركاب، حيث تم نقل حوالي 7.4 مليون طن من المعادن والبضائع المختلفة، بزيادة بلغت 17% عن الربع الأول من 2024. هذه الإنجازات ساهمت في خفض الاعتماد على النقل البري عبر الشاحنات، مما عزز السلامة العامة على الطرق وقلل من الانبعاثات الكربونية، مدعوماً باستراتيجيات مستدامة تتوافق مع أهداف التنمية في المملكة.
نمو الخطوط الحديدية السعودية في مجال النقل والتشغيل
في هذا السياق، أكد الدكتور بشار بن خالد المالك، الرئيس التنفيذي لشركة “سار”، أن نتائج الربع الأول من 2025 تظهر زخماً متسارعاً في الطلب على خدمات النقل السككي، مع تسجيل أرقام قياسية لم تشهدها الشركة من قبل. من بين هذه الإنجازات، حقق قطار الحرمين السريع رقماً قياسياً بنقل أكثر من 48 ألف راكب في يوم واحد خلال شهر رمضان، حيث تجاوز إجمالي المسافرين خلال الشهر 1.2 مليون راكب. هذا التحسن يعزز من كفاءة الشبكة اللوجستية ويساهم في تسهيل حركة المسافرين، خاصة في المناطق الأكثر ازدحاماً، مما يدعم السياحة الداخلية والحج والعمرة.
تطور خدمات سار في المشاريع الاستراتيجية
بالإضافة إلى النتائج التشغيلية، تستمر “سار” في بناء مستقبلها من خلال مشاريع استثمارية واسعة النطاق، تهدف إلى تعزيز الابتكار والتوسع. من أبرز هذه المبادرات، الإعلان عن تصاميم قطار “حلم الصحراء” الفاخر، الذي يتم تطويره بالتعاون مع شركة أرسنالي الإيطالية، ليكون أول قطار سياحي فاخر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. هذا المشروع يعكس التزام الشركة بتقديم تجارب سياحية متميزة ترتبط بالتراث الثقافي والطبيعي للمملكة. كما شهد الربع الأول مشاركة نشطة في فعاليات بارزة مثل معرض الحج والعمرة، ومنتدى صندوق الاستثمارات العامة، ومؤتمر التعدين الدولي، حيث قدمت “سار” عرضاً شاملاً لخدماتها في نقل الركاب والبضائع، مما أبرز قدرتها على التوافق مع التوجهات العالمية نحو الاستدامة.
في جانب الشراكات، وقعت الشركة عدداً من الاتفاقيات الاستراتيجية مع جهات محلية ودولية، بما في ذلك الخطوط الجوية التركية، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، وشركة الاتصالات السعودية. هذه التعاونات تهدف إلى تطوير حلول نقل مبتكرة تعتمد على التقنيات المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي والحلول اللوجستية الذكية، لتحسين الكفاءة وتقليل البصمة البيئية. من خلال هذه الجهود، تسعى “سار” لتحقيق أهدافها الاستراتيجية على المدى الطويل، حيث تعمل على توسيع الشبكة التشغيلية وزيادة القدرات لمواكبة الطلب المتزايد. هذا النهج ليس فقط يدعم الاقتصاد المحلي، بل يساهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 من خلال تعزيز الابتكار والتنوع في وسائل النقل، مما يجعل الخطوط الحديدية جزءاً أساسياً من البنية التحتية الحديثة. بشكل عام، يمثل هذا الربع خطوة حاسمة نحو بناء نظام نقل أكثر كفاءة واستدامة، مع الاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة في القطاع.