قامت هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة بتوقيع اتفاقيات شراكة تسويقية مع ثلاثة من أبرز وكالات السفر في المملكة العربية السعودية، وهم “فرسان” و”سمارت هوليدايز” و”المطار”. هذه الخطوة حدثت خلال مشاركة الهيئة في معرض سوق السفر العربي 2025، وتمثل تطوراً استراتيجياً يعزز مكانة رأس الخيمة كوجهة سياحية بارزة في السوق السعودي. يأتي هذا التعاون في سياق جهود مكثفة لتوسيع القاعدة السياحية، حيث تعمل الشراكات على دمج حملات ترويجية مبتكرة وتعاون مع المؤثرين الاجتماعيين، بالإضافة إلى تقديم باقات سفر مخصصة تتناسب مع مواسم العطلات في المملكة. من خلال هذا النهج المتكامل، تهدف رأس الخيمة إلى تعزيز حضورها في المدن السعودية الرئيسية، مما يساهم في زيادة حركة الزوار وتعزيز النمو الاقتصادي المشترك بين الدولتين في مجلس التعاون الخليجي.
اتفاقيات شراكة رأس الخيمة لتطوير السياحة
تُعد هذه الاتفاقيات خطوة حاسمة في استراتيجية هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة، حيث تركز على استغلال السوق السعودي كأكبر سوق للسفر الخارجي ضمن دول مجلس التعاون الخليجي. الشركاء الثلاثة سيعملون على تقديم باقات سفر مصممة خصيصاً لتلبية عادات السياح السعوديين، مع الاستفادة من تحليلات بيانات دقيقة لتحديد الاهتمامات والتفضيلات. على سبيل المثال، ستشمل هذه الباقات خيارات ترفيهية وقريبة، مما يجعل رأس الخيمة خياراً مثالياً للمسافرين الباحثين عن وجهات قريبة ومتنوعة. كما أن هذه الشراكات ستساعد في توسيع نطاق التسويق عبر حملات إعلامية واسعة النطاق، بالإضافة إلى تعزيز الربط اللوجيستي مع المملكة. وفقاً لإياد راسبيه، نائب الرئيس لتطوير سياحة الوجهة في الهيئة، فإن هذه الشراكات تمكن من إطلاق حملات ترويجية مبنية على بيانات دقيقة، مما يستهدف المسافرين السعوديين مباشرة ويلبي تطلعاتهم. هذا التوجّه يدعم أيضاً الجهود المستمرة لتعزيز الروابط الجوية، مثل إطلاق الرحلات المباشرة من مطار الملك عبد العزيز في جدة إلى مطار رأس الخيمة الدولي عبر شركة “العربية للطيران”، والتي سهلت وصول الزوار بشكل كبير.
تعزيز الوجهة السياحية للإمارة
يُمثل هذا التعاون نقلة نوعية في مسيرة رأس الخيمة كوجهة سياحية، حيث تركز الاستراتيجية على جذب المزيد من الزوار من المملكة العربية السعودية، وهي سوق يسيطر على نحو 30% من حجوزات السفر إلى الإمارة ضمن الخليج. مع ارتفاع نسب الشرائية لدى السعوديين وزيادة اهتمامهم بالوجهات الترفيهية القريبة، أصبحت رأس الخيمة خياراً مفضلاً بفضل تنوع خياراتها السياحية، بدءاً من الشواطئ والمنتجعات الفاخرة وصولاً إلى الفعاليات الثقافية. هذا التعزيز يأتي في ظل بيئة اقتصادية مزدهرة، حيث يساهم التعاون مع وكالات السفر في زيادة الوعي وتشجيع الحجوزات. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الشراكات تفتح أبواباً للتوسع في مجالات أخرى مثل السياحة التجارية والصحية، مما يعزز من مكانة الإمارة كوجهة شاملة. على المدى الطويل، ستساهم هذه الجهود في تحقيق نمو مستدام، حيث يتجاوز تأثيرها مجرد الترويج لتنويع الاقتصاد المحلي وتعميق الروابط الإقليمية. من هنا، يتبين أن استراتيجية هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة تتجاوز التحديات من خلال بناء شراكات قوية، مما يضمن جذب أعداد متزايدة من الزوار وحقيقة أهدافها في التنمية المستدامة، مع الاستفادة الكاملة من الفرص المتاحة في السوق السعودي الناشئ.