خبراء مشاركون في فعاليات المؤتمر العالمي لأمراض الدم والنزاف، الذي تنظمه شبكة القطيف الصحية، أكدوا أن تقدمًا ملحوظًا قد تحقق في مجال علاج مرض فقر الدم المنجلي. وأبرزوا أن علاجات حديثة مثل زراعة نخاع العظم والعلاج الجيني باستخدام الخلايا الجذعية تقدم أملًا كبيرًا للقضاء على هذا المرض الوراثي الشائع في المنطقة. في هذا السياق، ألقى البروفيسور سلام سالم الكندي، رئيس المركز الوطني لأمراض الدم وزراعة النخاع في مسقط بسلطنة عمان، الضوء على أحدث التطورات العلاجية، مؤكدًا أهميتها للمناطق ذات معدلات الإصابة المرتفعة. وأعرب عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث الدولي بالدمام، حيث ركز على أمراض الدم الوراثية التي تؤثر بشكل كبير في المملكة العربية السعودية ودول الجوار مثل البحرين والكويت وسلطنة عمان، مشددًا على الحاجة إلى التركيز على أبحاث لمواجهة ارتفاع نسب الإصابة.
فقر الدم المنجلي
وفقًا للبروفيسور الكندي، فإن الملتقى ركز على استعراض آخر المستجدات في علاج فقر الدم المنجلي، مع التركيز على دواء الجلوتامين كخيار فعال بعد الهيدروكسيوريا. هذا الدواء يُعتبر جزءًا من استراتيجيات إدارة المرض، بينما تُقدم العلاجات الأكثر تقدمًا مثل زراعة النخاع والعلاج الجيني فرصة للشفاء التام، على الرغم من أن العالم ينتظر تطبيقها على نطاق واسع كحل نهائي. وأشار إلى أن تجربة استخدام دواء الجلوتامين في بلاده تُظهر نتائج إيجابية، مشددًا على أهمية مشاركة التجارب بين الخبراء. كما أبدى تفاؤله بالاستماع إلى تجارب زملائه في المملكة حول هذا الدواء وعمليات علاج الأمراض الدموية في المنطقة، مع الإشادة بالتقدم الذي أحرزته المملكة في مجالات مثل العلاج الجيني والعلاجات الشاملة.
العلاجات المتقدمة لأمراض الدم
وفي السياق نفسه، شدد البروفيسور على دور زراعة نخاع العظم كعلاج نهائي متاح منذ فترة، حيث شارك مرضى في الملتقى تجاربهم الناجحة مع هذه الإجراءات. كما لفت إلى الحراك الدولي الواسع في تطوير علاجات جديدة لفقر الدم المنجلي، خاصة في مجال العلاج الجيني الذي يحقق خطوات ناجحة. هذا التقدم يعكس جهودًا مستمرة لتحسين جودة حياة المصابين، مع التأكيد على أن هناك أخبار إيجابية قادمة في شكل أدوية وطرق علاجية جديدة. وفي المملكة، تمثل هذه الجهود خطوات متقدمة في مجال أمراض الدم عمومًا، حيث يتم التركيز على البحوث والابتكارات لمواجهة التحديات الصحية. يُذكر أن هذا الالتزام يعزز التعاون بين الدول، مما يساهم في تقليل الآثار السلبية للمرض ويفتح آفاقًا أوسع للعلاجات المستقبلية. على سبيل المثال، يتم حاليًا تطوير تقنيات تسمح بتخصيص العلاجات بناءً على الخصائص الوراثية لكل مريض، مما يعزز فعاليتها ويقلل من المخاطر. كما أن الدعم الحكومي والمؤسساتي يلعب دورًا حاسمًا في تمويل هذه الأبحاث ونشر نتائجها، مما يعني أن المستقبل يبدو مشرقًا لملايين المصابين حول العالم. بشكل عام، يُعد هذا المؤتمر خطوة حاسمة نحو بناء جسر من المعرفة بين الخبراء، مما يعزز الابتكار ويحسن الرعاية الصحية لمرضى أمراض الدم.