يتصاعد التوتر بين الهند وباكستان بشكل غير مسبوق، مع تزايد التكهنات حول إمكانية اندلاع حرب بعد سلسلة من الأحداث الدامية. أدى هجوم مسلح أسفر عن مقتل 26 شخصًا في منطقة كشمير إلى تصعيد الصراع، حيث أثار هذا الحادث مخاوف دولية من تفاقم الوضع. الطرفان، الذان يتنازعان على إقليم جامو وكشمير، يعززان من قدراتهما العسكرية، مما يضع المنطقة على حافة الانهيار. في هذا السياق، أصبحت الجدل حول قدرات الصواريخ والأسلحة المتقدمة محور النقاش، حيث تتزاحم التقارير عن أنواع الصواريخ الحديثة التي تمتلكها كل دولة، مما يعكس استعدادًا محتملًا لمواجهة عسكرية.
هل الحرب قادمة بين الهند وباكستان؟
باتت الخطوات التي اتخذتها الهند دليلاً واضحًا على شدة التوتر، إذ أعلنت عن إغلاق مجالها الجوي بالكامل أمام أي طائرات مرتبطة بباكستان، بما في ذلك الطائرات العسكرية. هذا القرار جاء كرد فوري على الهجوم الإرهابي الذي استهدف منطقة بهالجام في إقليم جامو وكشمير، حيث أودى بحياة العديد من السياح خلال نزهة في وادي بايساران، أحد الوجهات السياحية الشهيرة. السلطات الهندية أصدرت إشعارًا تنبيهيًا يحدد أن جميع الطائرات المسجلة أو المملوكة لأطراف باكستانية معرضة للإيقاف، في خطوة تهدف إلى منع أي تدخل محتمل. من جانبها، ردت باكستان بتصريحات حادة، حيث أكد وزير الإعلام عطا الله تارار وجود معلومات استخبارية تشير إلى أن الهند قد تخطط لضربة عسكرية خلال الـ24 إلى 36 ساعة التالية. هذه الاتهامات أعطت دفعة إضافية للتوتر، مع دعوات من الجانب الباكستاني لإجراء تحقيق دولي محايد للوقوف على الحقيقة.
تصاعد الصراع والردود الرسمية
مع تزايد التوتر، اتخذت الحكومة الهندية إجراءات إضافية، مثل تعليق إصدار التأشيرات للمواطنين الباكستانيين وإلغاء تلك السارية اعتبارًا من 27 أبريل. هذا الإجراء يعكس حالة الاستعداد الكامل لأي طوارئ، حيث يُنظر إليه كخطوة وقائية للحماية من أي تهديدات محتملة. أما باكستان، فقد ردت بنفس الشدة من خلال تعليق جميع أشكال التجارة مع الهند وإغلاق مجالها الجوي أمام الرحلات الهندية، مما يعني توقفًا تامًا للتبادلات الاقتصادية والنقلية بين البلدين. رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تعهد شخصيًا بملاحقة المتورطين في الهجوم وإنزال عقابهم، مشددًا على أن مثل هذه الأعمال لن تمر دون رد قوي. من ناحية أخرى، نفت إسلام آباد أي تورط لها في الهجوم، محافظة على موقفها الرافض للاتهامات، لكن هذا لم يخفف من حدة الوضع.
في الوقت نفسه، يُلاحظ أن التركيز على قدرات كلا الجانبين العسكرية يثير مخاوف أوسع، حيث تحتوي الهند على صواريخ متقدمة مثل تلك المصممة للدفاع الجوي، بينما تمتلك باكستان صواريخ إستراتيجية قادرة على الرد السريع. هذه القدرات تجعل أي اشتباك محتملًا أمرًا خطيرًا، خاصة في منطقة كشمير التي تعد نقطة الاحتكاك الرئيسية بين البلدين. مع تزايد التكهنات، يبقى السؤال الأكبر: هل ستنفجر الأزمة إلى حرب كاملة، أم أن الجهود الدبلوماسية ستتمكن من احتواء الوضع؟ الواقع أن التوترات الحالية ليست جديدة، إذ يعود الصراع بين الهند وباكستان إلى عقود، لكن الهجمات الأخيرة أعطتها دفعة جديدة، مما يدفع العالم إلى مراقبة الأمر بقلق. في نهاية المطاف، يتطلب الأمر حوارًا بناءً لتجنب كارثة قد تؤثر على استقرار المنطقة بأكملها، مع الحاجة إلى ضمان عدم تصعيد الوضع إلى مستويات غير عائدة.