في قلب أسواق روض الفرج، يحكي عم جابر قصته كأحد أبرز تجار فاكهة الصيف، حيث يعود تاريخه مع بيع البطيخ إلى أكثر من 45 عاماً. يصف خبرته الطويلة بأنها جعلته يتميز في التعرف على جودة البطيخة دون الحاجة إلى فتحها، مستخدماً مظهرها الخارجي كدليل حاسم. يقول إنه من خلال نظرة سريعة على اللون والشكل، يمكنه التنبؤ بطعمها ولونها الداخلي، سواء كانت حمراء أم أقل جودة، وهذا ما يميزه في تعامله مع الزبائن، حيث يقدم نصائح مبنية على سنوات من الخبرة في سوق الفاكهة.
بطيخ فاكهة الصيف: أشكال وألوان متنوعة
تواصل قصة عم جابر سرد تفاصيل عن عالم البطيخ، حيث يلفت النظر إلى التنوع في أشكال وألوان هذه الفاكهة الموسمية. في الآونة الأخيرة، أصبحت الأسواق مملوءة بعديد الأنواع، مثل بطيخ الجيزة الشهير بجودته العالية، وبطيخ الأسكاتا الذي يتسم بنكهة مميزة، بالإضافة إلى بطيخ وادي النطرون ومنيا، والتي تكتسي أهمية في موسم الصيف. يؤكد عم جابر أن بطيخ الأسواني يحظى بالمرتبة الأولى فيما يتعلق بالجودة، نظراً لخصائصه الفريدة التي تجعله محط إعجاب الكثيرين. هذه الأنواع ليست مجرد فواكه، بل تمثل جزءاً أساسياً من تراث الزراعة في مصر، حيث يعتمد المزارعون على تقاليد قديمة للحصول على محصول يجمع بين الطزاجة والحلاوة.
أنواع الفاكهة الشهيرة
بعد ذلك، يشرح عم جابر كيفية اختيار البطيخة الحمراء بشكل دقيق، مشيراً إلى أن العملية تعتمد على عوامل متعددة مثل الشكل واللون الخارجي، بالإضافة إلى اختبار الصوت عند الضرب عليها للتحقق من النضج. على سبيل المثال، يعتبر بطيخ الأسكاتا والجيزة من أكثر الأنواع شيوعاً وتفضيلاً، حيث يتميزان بجودة عالية مقارنة بغيرهما. أما بطيخ الطاووس، فهو أقل سعراً وجودة، لكنه يظل خياراً شائعاً بين بعض الزبائن. يؤكد عم جابر أن بطيخ الجيزة، على وجه الخصوص، ينافس الأسواني في المرتبة العليا، مما يجعله خياراً مثالياً لمن يبحث عن توازن بين السعر والجودة. في هذا السياق، يبرز دور الفاكهة في حياة الناس خلال فصل الصيف، حيث تعتبر البطيخ مصدراً رئيسياً للانتعاش والترطيب، خاصة في الطقس الحار، وذلك بفضل محتواها العالي من الماء والفيتامينات.
بالعودة إلى سيرة عم جابر، فإن هذه المهنة لم تكن مجرد مصدر رزق، بل تحولت إلى فن يتطلب معرفة عميقة بالأراضي الزراعية والظروف المناخية التي تؤثر على جودة المحصول. على سبيل المثال، يلاحظ أن بطيخ وادي النطرون يتأثر بالتربة المالحة في المنطقة، مما يمنحه طعماً فريداً، بينما بطيخ المنيا ينمو بسرعة أكبر بفضل الري الوفير. هذا التنوع يعكس غنى الثروة الزراعية في مصر، حيث يساهم كل نوع في تنويع خيارات المستهلكين. كما ينصح عم جابر الزبائن دائماً بالانتباه إلى علامات النضج، مثل اللون الأخضر الداكن مع بقع بيضاء، أو الشكل المتماسك الذي يشير إلى جودة عالية. في النهاية، يرى أن اختيار البطيخ ليس مجرد عملية تسوق، بل تجربة تثقيفية تجمع بين التقاليد والحداثة، مما يجعل من فاكهة الصيف ركيزة أساسية في الوجبات اليومية خلال الموسم الحار. هذا الإرث الذي يحمله عم جابر يستمر في إلهام الجيل الجديد من التجار والمستهلكين على السواء.