تراجع مؤشر تاسي في بداية التداولات
شهد مؤشر السوق السعودية “تاسي” تراجعًا في بداية جلسات التداول اليوم الخميس، حيث انخفض تحت حاجز 11600 نقطة، مدعومًا بضغوط هبوطية على أسهم قطاعي الطاقة والبنوك. هذا التراجع جاء كرد فعل مباشر لانخفاض أسعار النفط العالمية إلى أدنى مستوياتها في أربع سنوات، مما أثر سلبًا على ثقة المستثمرين. بحلول الساعة الـ11 صباحًا بتوقيت الرياض، بلغ المؤشر نحو 11589 نقطة، مسجلاً انخفاضًا بنسبة 0.7%. في قطاع الطاقة، قاد سهم “أرامكو السعودية” هبوط الشركات، حيث تراجع 0.2% ليصل إلى 25.25 ريال (موازٍ لـ6.7 دولار أمريكي)، بينما هبط سهم “المصافي” بنسبة 0.5% وتراجع “بترو رابع” بنحو 0.3%. أما في قطاع البنوك، فقد انخفض سهم “البنك الأهلي” بنسبة 1%, وتراجع “الراجحي” بنسبة 0.8%, في حين هبط “البنك الأول” بنحو 3.3%. كذلك، تأثر قطاع الاتصالات، حيث هبط سهم “إس تي سي” بنسبة 1.4% و”زين” بنسبة 1.3%, بينما انخفض “موبايلي” بنحو 0.6%. في قطاع المرافق، سجل سهم “الغاز” تراجعًا بنسبة 1.7%, وهبط “أكوا باور” بنسبة 1.6%, مع انخفاض “مرافق” بنسبة 0.8%.
أداء الأسواق السعودية وسط التقلبات
في سياق الأداء العام للسوق السعودية، سجلت قيمة التداول نحو 1.4 مليار ريال مع حجم بلغ 71.08 مليون سهم، حيث ارتفع 56 سهمًا وتراجع 180 سهمًا آخر. أبرز الأسهم من حيث أحجام التداول كانت “الصناعات الكهربائية” بحوالي 18.4 مليون سهم، تليها “الباحة” بنحو 6.5 مليون سهم. رغم التراجعات الواسعة، برزت بعض الأسهم الرابحة، إذ قاد “التعاونية” الارتفاعات بنسبة 8.5%, يليه “الصناعات الكهربائية” بنحو 5.1%. من جهة أخرى، كان “أسمنت السعودية” الأكثر هبوطًا بنسبة 4.8%, يليه “العقارية” بنسبة 3.6%. أما بالنسبة لتأثير انخفاض الجنيه المصري على أرباح “حلواني إخوان” السعودية، فإن هذا الانخفاض قد يؤدي إلى زيادة التكاليف التشغيلية للشركة، خاصة مع تعرضها للتبادلات التجارية مع مصر، مما قد يعزز من هامش الربح إذا كانت لديها واردات، لكن ذلك يتطلب مراقبة دقيقة لتدفقات العملات. في الجانب الدولي، يواصل قطاع الطاقة النزيف، حيث سجلت أسعار النفط تراجعًا جديدًا بعد أكبر خسارة في 42 شهرًا، مسجلة العقود الآجلة لخام برنت انخفاضًا بنحو 1.1% عند 60.39 دولار للبرميل. هذا الاتجاه يثير تساؤلات حول استمرارية النزيف في أسعار النفط، خاصة مع العوامل الجيوسياسية والاقتصادية العالمية التي قد تؤثر على الإمدادات والطلب.
بشكل عام، يعكس تراجع مؤشر تاسي التغيرات الاقتصادية الواسعة، حيث أصبح قطاع الطاقة وبعض القطاعات الأخرى عرضة للتقلبات النفطية. هذا الأمر يدفع المستثمرين إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم، خاصة مع تزايد الضغوط الخارجية مثل ارتفاع التضخم العالمي وتغيرات السياسات النقدية. في الختام، يبقى من المهم مراقبة كيفية تفاعل السوق السعودية مع هذه التحديات، حيث قد تشكل هذه التراجعات فرصًا للاستثمار طويل الأمد في القطاعات الأكثر استقرارًا مثل الاتصالات والمرافق. مع ذلك، فإن الاستمرار في انخفاض أسعار النفط يمكن أن يؤثر على الاقتصاد المحلي بشكل أوسع، مما يتطلب من الجهات التنظيمية اتخاذ إجراءات مدروسة لتعزيز الثقة.